خبراء يتحدثون عن تطور العلاقات المصرية الإفريقية في عهد الرئيس السيسي
أسماء صبحي
تشهد العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تطورًا ملحوظًا على جميع المستويات، مما أعاد لمصر دورها القيادي في القارة الأفريقية. وتعد إفريقيا محورًا أساسيًا في توجهات السياسة الخارجية المصرية، حيث تسعى القاهرة لتعزيز التعاون مع دول القارة في مجالات متعددة، معتمدة على الروابط التاريخية والجغرافية المشتركة. بالإضافة إلى المصالح المتبادلة التي ترتبط بالأمن القومي المصري.
تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية
ومن جهته، أوضح الباحث في العلاقات الدولية، عمرو حسين، أن مصر في عهد السيسي تبنت نهجًا شاملاً لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية، ويشمل هذا النهج مجالات الأمن، الاقتصاد، التنمية، والصحة.
وأشار حسين، إلى أن قضايا السلم والأمن تحظى بأهمية خاصة في العلاقات المصرية الأفريقية. حيث تسعى مصر إلى لعب دور رئيسي في مكافحة الإرهاب ومواجهة الجماعات المسلحة التي تهدد استقرار القارة.
وأضاف حسين، أن عضوية مصر في مجلس السلم والأمن الأفريقي للفترة 2024-2026 تأتي في إطار دعم مصر للمنظومة الأفريقية للأمن، والعمل على مواجهة التهديدات المتزايدة في القارة.
كما أشار إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019 مثلت نقطة تحول مهمة، حيث لعبت القاهرة دورًا بارزًا في الدفاع عن قضايا القارة على الساحة الدولية. بما في ذلك التعامل مع الأزمات الناتجة عن جائحة كورونا والتحديات التي أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية.
أهمية منطقة القرن الأفريقي
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشأن الأفريقي، أن التحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة، والتي تشمل زيارات كبار المسؤولين مثل رئيس جهاز المخابرات ووزير الخارجية، تعكس أهمية منطقة القرن الأفريقي لاستقرار الأمن القومي المصري.
وأوضح زهدي، أن استقرار هذه المنطقة يمثل جزءًا أساسيًا من الأمن القومي العربي والمصري. خاصة في مواجهة التحديات المشتركة مثل النزاعات الداخلية، التطرف، والقرصنة.
وأضاف زهدي، أن الزيارات الأخيرة التي تزامنت مع وجود الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في إريتريا قد تشير إلى تنسيق ثلاثي بين مصر، إريتريا، والصومال. وأكد أن مصر ستظل تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي من خلال تعاونها الإقليمي والدولي.
واختتم زهدي، حديثه بأن العلاقات المصرية الأفريقية في عهد السيسي تتجاوز التعاون التقليدي، فهي تعتمد على شراكة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة. ومن خلال دعم القضايا الأفريقية في المحافل الدولية وتنسيق الجهود الإقليمية، تواصل مصر تعزيز مكانتها كقوة إقليمية تسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في إفريقيا.