كتبت – شيماء طه – يعتبر «التحطيب» مبارزة وتراث مصري أصيل، أحد أقدم الفنون القتالية في التاريخ المصري، إذ يعود تاريخه إلى عصر الفراعنة، حيث تظهر نقوش المعابد مشاهد لمبارزات التحطيب كجزء من الطقوس الملكية والعسكرية.
واليوم، لا يزال التحطيب حاضرًا في صعيد مصر، حيث يمثل رمزًا للشجاعة والرجولة وموروثًا ثقافيًا غنيًا يعكس عمق الهوية المصرية.
التحطيب : من تقليد فرعوني إلى تراث شعبي
في مصر القديمة، كان التحطيب يمارس كرياضة قتالية منظمة ذات قواعد واضحة، تهدف إلى تدريب المحاربين وتنمية مهاراتهم القتالية ، ومع مرور الزمن، تطور ليصبح جزءًا من الفلكلور الشعبي، يمارس في المناسبات الإجتماعية مثل الموالد والأفراح.
كما يعتمد التحطيب على إستخدام عصا طويلة تسمى “الشومة”، حيث يتبارز اللاعبون بطريقة ودية تظهر المهارة والرشاقة.
بينما تترافق هذه المبارزات مع موسيقى شعبية تعزف بإستخدام الطبول والمزامير، مما يضفي على الأجواء طابعًا إحتفاليًا مميزًا.
رمزية للشجاعة والرجولة
لا يعتبر التحطيب مجرد لعبة، بل هو رمز للشجاعة والكرامة وإحترام الخصوم بل يقوم اللاعبون بإظهار أعلى درجات التحكم والسيطرة على حركاتهم، مع الحرص على الإلتزام بالقواعد التي تحظر أي عنف أو إيذاء، مما يجعل التحطيب فنًا راقيًا يعبر عن الاحترام المتبادل.
التحطيب في قائمة اليونسكو
في عام 2016، أدرجت منظمة اليونسكو التحطيب ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، تأكيدًا على أهميته الثقافية والفنية.
وقد جاء الإعتراف ليحافظ على إستمرارية هذا الفن العريق وينقل قيمه للأجيال القادمة، باعتباره جزءًا من الهوية المصرية.
التحطيب مبارزة وتراث
يشكل التحطيب جزءًا من التجربة الثقافية التي يبحث عنها زوار مصر.
ومن خلال مشاهدته في الموالد أو الإحتفالات، يمكن للسياح التعرف على روح الفلكلور المصري، وإستشعار عظمة التراث الذي يربط بين الماضي والحاضر.