تاريخ ومزارات

عشيرة العنبكية: حراس التراث وعبق التاريخ في ديالى وبلاد الشام

تُعد عشيرة العنبكية واحدة من العشائر العبادة الموسوية الشهيرة، التي تتمركز بشكل رئيسي في محافظة ديالى، وتحديداً في القرى المنتشرة على طريق الخالص – المنصورية بين نهر ديالى شرقاً ونهر الخالص غرباً. ومع أن ثقلها الأكبر يتواجد في ديالى، إلا أن فروع العشيرة تنتشر في مختلف محافظات العراق، كما توجد مجموعات من أبنائها في سوريا، فلسطين، لبنان، والمغرب العربي.

يرجع أصل اسم “العنبكية” إلى “عانة بيك”، وهي تسمية ارتبطت بالبيكات في عهد الدولة العثمانية. تشير العديد من الوثائق التاريخية والمصادر العثمانية إلى أن أجداد العنبكية كانوا من بيكات مدينة عانة. وتشير تلك الوثائق إلى أن هجرة العشيرة من عانة إلى ديالى حدثت في عهد السلطان العثماني مراد الرابع خلال القرن السابع عشر، ما بين عامي 1043هـ و1060هـ. وقد كانت العنبكية جزءًا من إمارة عبادة في العهد العثماني، وهي قبيلة عربية أصيلة لم تكن علوية، لكن أمراءها كانوا من السادة الموسوية، وفقاً لوثائق نسبية عديدة.

وتنتمي عشيرة العنبكية إلى نسيج عشائر السادة الموسوية التي حكمت في العهد العثماني، بجانب عشائر مثل البوناصر في تكريت، البويوسف في كركوك، المراسمة، الجعافرة، والسادة العبادة في كركوك وتازة. أسهمت هذه العشائر في بناء المجتمعات المحلية والحفاظ على الأمن في تلك المناطق.

يُذكر أن موسى الدلو بن علوان بيك، أحد أجداد العنبكية، شق ترعة نهر اليعقوبية في منطقة العزة بالقرب من المنصورية بالتعاون مع بايزيد رئيس الكروية. وقد منحهم السلطان العثماني فرماناً لإتمام هذه المهمة في عام 1111هـ، ثم أُعيد توزيع الأراضي لاحقاً.

كما أشار الرحالة السيد أحمد البغدادي في كتابه “رحلة المنشئ البغدادي” إلى دور العنبكية في تأمين الطرق من جبل حمرين إلى خان بني سعد في أوائل القرن التاسع عشر، حيث كانت العشيرة مكلفة بحماية هذا الطريق الحيوي، معفاة من الضرائب الزراعية بسبب هذه المهام الأمنية. وكان فرسان العنبكية يجوبون ليلاً ونهاراً لضمان أمن المنطقة.

تشتهر العنبكية بخصالها الحميدة وصفاتها الطيبة، حيث تجمع بين الوداعة والصلابة في آن واحد، ما جعلها محط احترام وتقدير بين العشائر الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى