فنون و ادب

في ذكرى ميلاده.. لمحة من حياة فنان عصر النهضة دافنشي

أميرة جادو

في مثل هذا اليوم من عام 1519، ولد ليوناردو دا فينشي، أحد أعظم عباقرة التاريخ، الذي جسدت فيه روح عصر النهضة بكل ما فيها من علم وفن وابتكار، فقد كان رسامًا ومهندسًا وعالم نبات وجيولوجيًا وموسيقيًا ونحاتًا، وامتلك قدرات استثنائية جمع فيها بين الدقة العلمية والحس الجمالي ليخلق إرثًا خالدًا تجاوز حدود الزمان.

رغم مواهبه المتعددة ومهاراته المتفردة في الرياضيات والنحت والتصميم، فإن أعمال دا فينشي كانت قليلة لأن دقته المفرطة وقلقه المستمر من عدم بلوغ الكمال جعلاه غير راضٍ عن معظم ما أنجز، لذلك جاءت لوحاته نادرة لكنها خالدة مثل ابتسامته الغامضة التي لم تتكرر.

لوحات تتحدث بلغة العاطفة

خلد دا فينشي اسمه في عالم الفن من خلال أعماله الاستثنائية مثل “الموناليزا” ذات الابتسامة الغامضة و”العشاء الأخير” التي وثقت لحظة إعلان المسيح عن خيانة أحد تلاميذه، ومن أبرز لوحاته أيضًا “عذراء الصخور” و”البشارة” و”عبادة المجوس”، وكلها أظهرت براعته في نقل العاطفة والتكوين بمهارة لا نظير لها.

كان ليوناردو مولعًا بفهم الجسم البشري، فقام بتشريح العديد من الأجساد البشرية والحيوانية، وسجل ملاحظات دقيقة ورسومات مذهلة كشفت تفاصيل لم تكن معروفة من قبل، مما جعله من رواد التوضيح الطبي رغم أنه لم يكن طبيبًا، وقد ساهمت أبحاثه في تمهيد الطريق لعلم التشريح الحديث.

مخترع سابق لعصره

امتد فضوله العلمي إلى مجالات متنوعة كالهندسة والرياضيات والفلك والجيولوجيا، فصمم نماذج أولية لآلات طيران ودبابات وأنظمة هيدروليكية، ولم تنفذ أغلب ابتكاراته خلال حياته لأنها كانت متقدمة على زمنه، لكنها ظلت دليلاً على عبقرية لا تقيدها حدود الواقع.

كنوز من أوراق الزمن

تعتبر  دفاتر ملاحظات دا فينشي التي تزيد عن سبعة آلاف صفحة من أهم ما خلفه، إذ احتوت على رسومات علمية وفنية مثل “رجل فيتروفيان” الشهير ومخططات تقنية مذهلة، وتوجد اليوم هذه الصفحات في متاحف عالمية مثل متحف اللوفر وقلعة وندسور والمكتبة الوطنية الإسبانية شاهدة على رجل تخطى حدود المعقول.

والجدير بالذكر أنه في 2 مايو عام 1519، توفي ليوناردو دا فينشي عن عمر ناهز 67 عامًا، لكنه ترك إرثًا خالدًا يجمع بين عظمة الفن وعبقرية العلم، ولا يزال تأثيره حيًا في وجدان الإنسانية، ملهمًا كل فنان وعالم ومفكر يبحث عن الجمال والمعرفة بلا نهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى