تعرف على أشهر عادات الزواج عند القبائل السعودية

أميرة جادو
تتميز كل دولة بعاداتها وتقاليدها الخاصة التي تعكس هويتها الثقافية والاجتماعية، وتشمل هذه العادات مختلف جوانب الحياة اليومية، بدءًا من أسلوب العيش وصولًا إلى الاحتفالات والمناسبات، وغالبًا ما تكون هذه التقاليد مستمدة من موروث الأجداد أو مستوحاة من التعاليم الدينية التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد والمجتمعات، ومن بين أبرز هذه العادات، تبرز طقوس الزواج التي تختلف من مكان إلى آخر، وفي السطور التالية سنتعرف على أبرز عادات وتقاليد الزواج المتبعة لدى القبائل السعودية، والتي لا تزال تحافظ على أصالتها رغم تطور الزمن.
طقوس الزفاف في السعودية
المهور
تتباين قيمة المهور بين القبائل والفئات الاجتماعية المختلفة، ففي بعض القبائل تتراوح المبالغ ما بين ثلاثة آلاف ريال وعشرة آلاف ريال، بينما تتجاوزها في المدن لتصل في الماضي إلى أكثر من ثلاثين ألف ريال سعودي، حيث كانت تعكس آنذاك مكانة العروس وقيمة ارتباطها ضمن السياق الاجتماعي والاقتصادي للزواج.
ومع تطور الوعي المجتمعي وتغير نظرة المجتمع للمرأة، تراجع دور المهر بوصفه ضمانًا للزوجة، ليصبح انعكاسًا للوضع المالي والمكانة الاجتماعية للعريس، مما أسقط المعايير التقليدية القديمة وأفقد المهر دوره كعنصر ثابت في منظومة الزواج.
ليلة تسليم المهر
مع حلول هذه الليلة المميزة، يقوم أهل العريس بإرسال خروف ومستلزمات الطهي إلى منزل أهل العروس، ويتوجه العريس برفقة أقاربه بعد صلاة المغرب إلى بيت العروس لتسليم المهر، حيث يقدم داخل منديل أبيض مزين بأعواد الريحان الخضراء، وهو رمز للتفاؤل والتقدير، ويجسد الاحترام للعروس وأهلها.
تجهيزات وترتيبات الزواج
في العصر الحديث، بات كل من العريس والعروس يشاركان معًا في اختيار أثاث منزلهما الجديد ومستلزماته، بينما في السابق كان والد العروس يتولى استلام المهر وغالبًا ما يضيف عليه من ماله الخاص ليضمن تجهيز منزل كريم لابنته.
ليلة الحنة
تعتبر ليلة الحناء تقليدًا عريقًا في عدة دول عربية، ويتم إقامة هذا الاحتفال قبل الزفاف بيوم أو يومين، وتحضره النساء فقط، حيث تجتمع قريبات العروس داخل بيتها لإقامة طقوس الحناء وسط أجواء من البهجة والفرح.
ترتدي العروس ثوبًا حريريًا أحمر يغطيها بالكامل من الرأس حتى القدمين، وهي عادة تتمسك بها قبيلة الأشراف بينما تختلف عنها بقية القبائل، وتقوم إحدى قريبات العروس المعروفات بحياة زوجية سعيدة بتحنيتها تفاؤلًا بحياة مشابهة، وسط ترديد الأغاني التراثية على وقع الدفوف.
حمام العروس
في اليوم الذي يسبق الزفاف، تقام طقوس “حمام العروس” في منزل أسرتها كجزء من التحضيرات النهائية، حيث تتولى والدتها أو إحدى قريباتها إزالة الشعر الزائد من جسدها، وبعد الحمام تعطر بعطر الماوردي وتغطى بستارة حريرية حمراء، ويمنع الجميع من رؤيتها مباشرة بعد ذلك اعتقادًا بأن هذا يحافظ على جمالها.
كما يخضع العريس لطقوس مماثلة، فيقوم بالاستحمام ويزور الحلاق لترتيب شعره ولحيته، وقد يلجأ للحجامة أيضًا، ثم يتوجه بعد صلاة العشاء في موكب من الأهل والأصدقاء إلى بيت العروس لعقد القران، حيث يستقبل بحفاوة على مسافة من البيت، قبل أن يدخل الجميع لإتمام مراسم الزواج الرسمية بحضور العائلتين.
حفلة العشاء
عقب عقد القران، تعم أجواء الفرح في أرجاء المنزل، ويتم تقديم الطعام والمشروبات للضيوف، وتعزف الأغاني التراثية وسط أجواء عامرة بالبهجة والاحتفال تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل.
يوم الصباحية
في صباح اليوم التالي للزفاف، ترتدي العروس ثوبًا حريريًا بمساعدة والدتها أو إحدى قريباتها، وتجلس في غرفة الاستقبال لتلقي الهدايا من عائلة العريس والتي غالبًا ما تتضمن الذهب والمجوهرات، بينما تبرز هدية الزوج بمحتواها المميز والتي عادة ما تكون طقمًا ذهبيًا فاخرًا يشمل عقدًا وإسوارة وخاتمًا وقرطين.
“البقشة”
والجدير بالذكر أن أهل العروس يقدمون هدايا رمزية تعرف باسم “البقشة” إلى العريس ووالده وإخوته، وتضم طقمًا كاملاً من الزي السعودي التقليدي يتألف من عباءة وغترة وكوفية ولباس وثوب، كما تعرض جميع الهدايا المُقدمة للعروس من العائلتين في مكان واضح ليراها الزوار وخاصة النساء، وتعتبر هذه التفاصيل من أبرز ملامح الزفاف التقليدي في والقبائل العريقة في السعودية.