اغتيال حسن نصرالله يفتح الباب لصراع جديد في المنطقة وتوترات متصاعدة
شهدت الساعات الأخيرة حالة من التوتر الكبير بعد إعلان حزب الله اللبناني عن اغتيال أمينه العام، حسن نصرالله، في ضربة جوية نفذتها إسرائيل واستهدفت مقر الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. هذا التطور الخطير ألقى بظلاله على المنطقة بأكملها، حيث تترقب الأطراف المختلفة ما سيأتي بعد هذه الضربة القاسية.
إعلان حزب الله اغتيال نصرالله
في بيان رسمي صدر عن حزب الله، تم الإعلان عن استشهاد حسن نصرالله، حيث ذكر البيان أن “الأمين العام لحزب الله التحق برفاقه الشهداء بعد مسيرة قاربت الثلاثين عامًا من القيادة والتضحية”. وأضاف البيان أن “الحزب سيواصل مسيرته الجهادية في مواجهة العدو الصهيوني ودعمًا لغزة وفلسطين، وبهدف الدفاع عن لبنان وشعبه”.
في المقابل، أعلنت إسرائيل بشكل رسمي عن اغتيال نصرالله، حيث صرح رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، بأن “تصفية نصرالله ليست نهاية قدرات إسرائيل، وأن الرسالة واضحة: سنصل إلى كل من يهدد أمن مواطنينا”.
ردت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي بنعي حسن نصرالله، معتبرة أن استشهاده هو خسارة كبيرة للمقاومة العربية والإسلامية. وفي بيان صادر عن حماس، نددت الحركة بما وصفته بالعدوان الصهيوني الهمجي، واعتبرت استهداف ضاحية بيروت الجنوبية جريمة وحشية يجب أن يتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليتها، بما في ذلك تداعياتها الخطيرة على استقرار المنطقة.
من جهتها، أشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن نصرالله استشهد وهو يدعم القضية الفلسطينية، وأكدت أن إرثه سيظل حيًا من خلال الأجيال التي تربت على نهجه المقاوم.
تداعيات على إيران
هذا الاغتيال يمثل تحديًا كبيرًا لإيران، الحليف الرئيسي لحزب الله في المنطقة. فإيران تجد نفسها الآن أمام خيارين كلاهما صعب، إما أن تترك حزب الله لمصيره، وهو ما سيهز صورتها أمام حلفائها، خاصة بعد عدم الرد على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها، أو أن تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. لكن بحسب مراقبين، يبدو أن طهران تدرك أن الدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل سيكون مكلفًا جدًا، خاصة في ظل الدعم الغربي اللامحدود لتل أبيب والضغوط الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها إيران.
أحمد التايب، المحلل السياسي، يرى أن إيران ستحاول دعم حزب الله معنويًا واستراتيجياً دون التورط في صراع مفتوح، موضحًا أن طهران تسعى للحفاظ على مشروعها الإقليمي دون الدخول في مواجهة تعرف أنها ستكون خاسرة.
اغتيال إسماعيل هنية يُعيد المشهد إلى الواجهة
يأتي هذا التطور بعد فترة قصيرة من اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران خلال يوليو 2024، ما مثل ضربة كبيرة لحركة حماس ضمن عملية طوفان الأقصى. رغم صمت إسرائيل وعدم تبنيها العملية رسميًا، إلا أن إيران توعدت بالرد على هذا الاغتيال، مما يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة.
اغتيال نصرالله يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوترات في الشرق الأوسط، حيث ستبقى الأنظار موجهة نحو إيران وحزب الله لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الحدث الكبير، وسط تحذيرات من تداعياته الخطيرة على الأمن الإقليمي.