حوارات و تقارير

عودة ترامب إلى الساحة السياسية: تحديات الشرق الأوسط ومواقف متجددة

أسماء صبحي 

حقق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتصارًا تاريخيًا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث تغلب على منافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس. ومع ذلك، فإن عودته إلى المسرح السياسي تأتي في ظل قضايا حساسة ومتشابكة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تبرز فيها القضية الفلسطينية كأحد أهم الملفات المعقدة في سياسته الخارجية.

مواقف ترامب من القضية الفلسطينية

خلال فترة ولايته، اتخذ ترامب موقفًا مثيرًا للجدل بشأن القضية الفلسطينية، إذ أقدم في عام 2017 على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معترفًا بها كعاصمة لإسرائيل، مما أثار موجة من الانتقادات محليًا ودوليًا.

وفي عام 2018، أوقف تمويل وكالة الأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، مما عمّق تعقيد عملية السلام. وجاءت “صفقة القرن” التي قدمها عام 2020 ورفضها الفلسطينيون لكونها تجاهلت حقوقهم في إقامة دولة مستقلة، لتزيد من حدة التوتر.

تعهدات بإنهاء الحرب

في الأشهر الأخيرة، ومع تفاقم الأزمة في غزة، بدأت تصريحات ترامب تركز على ضرورة إنهاء الحرب سريعًا، مشيرًا في عدة مناسبات إلى أنه لو كان في الحكم لما وقعت أحداث السابع من أكتوبر. ووجه دعوات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف القتال، مؤكدًا: “يجب أن تتوقف الحرب، ويجب أن يتوقف القتل”.

وهذه التصريحات توحي برغبة ترامب في تهدئة الوضع، رغم أنها تبدو متناقضة مع مواقفه السابقة التي كانت داعمة لإسرائيل بشكل واضح.

آراء الخبراء حول توجهات ترامب

من جهته، علق الدكتور محمد فايز، رئيس مؤسسة الأهرام، بأن ترامب خلال ولايته الأولى كان داعمًا قويًا لإسرائيل، وأن عودته قد تفرض تحديات في إيجاد توازن بين هذا الدعم وضرورة اتخاذ خطوات أكثر توازناً لمنع تصاعد الصراع.

وأضاف أن الفلسطينيين فقدوا الثقة في وساطة واشنطن تحت قيادة ترامب، مما قد يزيد من حدة التوترات.

وفي السياق ذاتع، رأى المحلل السياسي إكرام بدر الدين، أن ترامب قد يدفع نحو إيقاف الحرب بسرعة لتقليل الآثار الاقتصادية والسياسية على الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه أشار إلى تعقيد الوضع في غزة وصعوبة الوصول إلى حل دائم دون توافق دولي وإقليمي.

ملف إيران والتهديدات الإقليمية

كما أكد الباحث السياسي أسامة حمدي، أن إيران لا تزال لاعبًا رئيسيًا في دعم حركات مثل حزب الله في لبنان، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط. وأوضح أن ترامب قد يجد نفسه أمام تحديات تتطلب اتخاذ إجراءات متوازنة لحماية مصالح الولايات المتحدة في ظل الصراعات المتعددة في المنطقة.

يثير الملف اللبناني تساؤلات حول طريقة تعامل ترامب مع الوضع هناك، وما إذا كان سيؤيد سحب القوات الإسرائيلية أو يدفع باتجاه هجوم شامل ضد حزب الله. وفقًا للخبير السياسي أكرم البرديسي، من المحتمل أن يستمر ترامب في دعم إسرائيل في قراراتها العسكرية، مع الحرص على عدم تصعيد الموقف إلى حرب شاملة.

وأكد أن تصريحات ترامب السابقة التي انتقد فيها دعوات كامالا هاريس لوقف إطلاق النار تكشف عن توجهه لدعم إسرائيل في تحدياتها العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى