حوارات و تقارير

حكاية “الشيخة غيتة” بطلة سيناء.. وقصة كوب اللبن  

أميرة جادو 

عبر العصور والأزمنة، أثبتت المرأة المصرية جدارتها وقدرتها على تحمل المسئولية في أوقات الحروب قبل السلم. في حرب أكتوبر، لعبت المرأة دورًا هامًا في خدمة المهاجرين وأسر الشهداء، وتُعتبر قصة الشيخة غيبته السيدة البدوية القوية مثالًا جيدًا على ذلك.

وفي عام 1977، كشفت “مجلة المصور”، عن دور المرأة البدوية التي خرجت من وراء الخيام مغطاة الوجه للمشاركة في أول مؤتمر جماهيري بعد انسحاب قوات العدو في أواخر فبراير عام 1976. وكانت إعداد هذا المؤتمر من مهام التنظيم النسائي على مستوى الجمهورية، وتمت مسؤولية إعداده من قِبل سهير جلبانة، التي هي أبنة سيناء ومقررة التنظيم النسائي، وبالتعاون مع الدكتورة سعاد أبو السعود، أمينة المرأة، وعدد كبير من أعضاء اللجنة العامة ومجلس الشعب، بما في ذلك نوال عامر وزاهية مرزوق. وشارك في المؤتمر أيضًا اللواء إبراهيم فؤاد نصار وعدد كبير من شيوخ القبائل.

السادات يوصي بكوب لبن لكل طفل في سيناء

تناول المؤتمر العديد من القضايا الهامة، ومن بينها قضية حق الأطفال في سيناء في التعليم، وتوفير الرعاية الصحية لهم وحمايتهم من الأمراض الخبيثة. في فترة الحرب، انتشرت حالات الدرن بنسبة 15% بين الأطفال في سيناء، بسبب تعنت الاحتلال في توفير الطعام والغذاء لهؤلاء الأطفال، وذلك نتيجة لموقف الرفض الثابت الذي اتخذه البدو فيما يتعلق بالتعاون مع الإسرائيليين.

وتحدث “الرئيس السادات”عن ذلك حينها، قائلا:”أوصي بكوب لبن لكل طفل على أرض الوطن”، واللبن لا يعني بالضرورة كوب في حد ذاته، ولكن توفير حد أدنى من الغذاء الصحى لأطفال سيناء وفقاً لحاجة كل طفل في ظروف معيشته البيئية الخاصة.

الشيخة غيتة بطلة سيناء والأم والقدوة

وفي هذا الصدد، كشفت “سهير جلبانه” عن سيدة لها مكانتها بين نساء البدو وهي الشيخة غيتة زوجة شيخ قبيلة الأخارصة رجل له صفة الزعامة مسموع الكلمة بين رجال القبائل والعشائر.

وساعدت “الشيخة غيتة” بموقفها البطولي في خروج سيدات سيناء إلى العمل النسائي وخدمة المهاجرين رغم تقاليد البدو مما شجع السيدات الأخريات للخروج لخدمة أسر الشهداء والمصابين من أبناء سيناء المقيمين في مديرية التحرير، ساعدتهم بل وشجعتهن على الحضور في ندوات التوعية الأجتماعية، والانشطة الدينية والثقافية والاشراف على حضانات الأطفال.

وهي نفسها تقول:”كان يجب أن أخرج حتى أكون قدوة للأخريات، فأنا بمثابة الأم”، وهي الأخرى تثني على جهود سهير جلبانة التي تحدثت عن النشاط النسائي في سيناء، والذي يقع على عاتقها أيضاً إعادة تعمير سيناء.. فالعنصر النسائي عنصر هام للغاية في البادية.. فالمرأة البدوية هي التي تقوم بعبـء العمل الأكبر على الأسرة.

تستيقظ في الساعة الرابعة صباحاً لتعد خبز، والخبز يعد طازجاً في كل وجبة من وجبات النهار، ثم تحلب الغنم والنياق، وتقدم لزوجها الإفطار، وتعد له أدوات القهوة التي يصنعها بنفسه، تجلب الماء من العيون والأبار، وتطهو الطعام وتغزل الصوف وتقوم بحياكة الخيام من شعر الأبل وصوف الغنم، وتقوم بالرعي عند الضرورة.

لذلك كله ينهكها العمل، كل ذلك مع كثرة خلفة الأولاد، يتهدد سعادتها وراحتها ووجودها وخاصة عندما يتزوج عليها الرجل زوجة ثانية، لذلك فهناك توعية للحد من النسل، حقيقة أن سيناء واسعة ولكن لابد من أرجاء كل ذلك حتى يتم التعمير وبشكل دائم وموسع في كل شئ.

ومن أهم الخدمات التي يقدمها التنظيم النسائي في هذه المناطق أيضاً، محو الأمية بين الفتيات وممن ترغب من السيدات، بالإضافة للتنمية الإجتماعية، من خلال الأشغال اليدوية الدقيقة التي تجيدها نساء البدو، بالإضافة إلى عمل الأكلمة الصوفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى