حوارات و تقارير

خبراء الاقتصاد يكشفون مميزات خطة الدعم الجديدة المقترحة

أسماء صبحي 

تشكل برامج الدعم النقدي التي تقدمها الحكومات أداة حيوية لتحسين معيشة الأفراد وتقليل معدلات الفقر. ومع تطور السياسات الاقتصادية الحديثة، تحولت هذه البرامج إلى ركيزة أساسية لدعم الأسر ذات الدخل المحدود، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نطاق أوسع. وفي هذا المقال، سوف نتناول أهمية التحول من الدعم العيني إلى النقدي وفوائده العديدة.

التحول من الدعم العيني إلى النقدي

يرى الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن التحول من الدعم العيني إلى النقدي خطوة جوهرية لتحسين كفاءة توزيع الدعم وضمان وصوله إلى مستحقيه. وأوضح الإدريسي أن هذا التحول يحمل العديد من الفوائد التي تشمل:

  • الحد من الفساد: يعد الدعم العيني عرضة للتهريب وسوء التوزيع، بينما يساهم الدعم النقدي في تقليص هذه الممارسات عبر تحويل الأموال مباشرة للمستفيدين.
  • زيادة المرونة: يمنح الدعم النقدي الأفراد حرية أكبر في كيفية إنفاق الأموال بناءً على احتياجاتهم الفعلية، بدلاً من التقييد بسلع معينة قد لا تكون ضرورية.
  • تحسين كفاءة الإنفاق الحكومي: يساهم هذا التحول في تقليل تكاليف توزيع السلع المدعومة، مثل النقل والتخزين.
  • تحفيز الاقتصاد المحلي: عندما يحصل الأفراد على أموال نقدية، فإنهم ينفقونها في الأسواق المحلية، مما يعزز الاقتصاد.
  • التحكم في التضخم: يسهم الدعم النقدي في تقليل الضغط على أسعار السلع الأساسية مقارنة بالدعم العيني الذي قد يرفع أسعار السلع في الأسواق.

دعم الفئات الأكثر احتياجًا

من جهتها، أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، على دور برامج الدعم النقدي في تحسين معيشة الأسر الأكثر احتياجًا. مشيرة إلى أن مصر تقدم دعمًا نقديًا لما يقارب 5.2 مليون أسرة تشمل حوالي 22 مليون مواطن.

وأوضحت مرسي، أن برنامج الدعم النقدي ليس فقط وسيلة لتقديم المساعدات، بل يشمل أيضًا تسجيل هذه الأسر في التأمين الصحي، مما يعزز من شبكة الأمان الاجتماعي.

وأشارت إلى أن التمكين الاقتصادي هو حجر الزاوية في تنمية الأسر، حيث تدعم وزارة التضامن الاجتماعي برامج تهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً. وقد وصلت الوزارة إلى 1.3 مليون أسرة، تشكل النساء فيها نسبة 70%، من خلال برامج الحماية الاجتماعية والدعم النقدي.

فوائد الدعم النقدي للأسر

يتميز الدعم النقدي بمرونة كبيرة مقارنة بالدعم العيني، حيث يمنح الأسر القدرة على استخدام الأموال بحسب احتياجاتهم الخاصة. فبعض الأسر قد تحتاج لتغطية تكاليف التعليم، بينما تفضل أسر أخرى استخدام الأموال في سداد الديون أو تلبية الاحتياجات الصحية. هذه المرونة تساعد على تحسين كفاءة الإنفاق وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد.

كما يسهم الدعم النقدي في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يعزز النشاط التجاري ويدفع الشركات إلى توسيع أعمالها وتوظيف المزيد من العمالة.

ويعد الدعم النقدي أداة فعالة في مكافحة الفقر، حيث يمكن للأسر الفقيرة استخدام المساعدات النقدية لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام، السكن، والملابس. وبالإضافة إلى ذلك، يقلل الدعم النقدي من البيروقراطية والتكاليف الإدارية المرتبطة بالدعم العيني، مما يعزز الشفافية والكفاءة في توزيع الموارد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى