الشيخة موزة بنت تمييم.. لعبت دور كبير في توحيد القبائل المجاورة
أسماء صبحي
على مر العصور، كانت للنساء القويات من القبائل أدوار بارزة في قيادة مجتمعاتهن والحفاظ على القيم والتقاليد. ومن بين تلك الشخصيات النسائية التي تميزت بالشجاعة والحكمة، تأتي “الشيخة موزة بنت تمييم”، إحدى النساء القويات اللواتي تركن بصمتهن في تاريخ القبائل العربية.
نشأة الشيخة موزة بنت تقييم
ولدت الشيخة موزة في بيئة قبلية تتسم بالعادات والتقاليد الراسخة، حيث تعلمت من صغرها قيم الشجاعة والكرم والوفاء لأفراد القبيلة. ومنذ نعومة أظفارها، كانت موزة تظهر سمات القيادة والحنكة السياسية، مما جعلها محط أنظار الجميع في محيطها القبلي. وتربت على احترام إرث الأجداد وضرورة الحفاظ على وحدة القبيلة وتماسكها، وهو ما انعكس لاحقًا في أدائها القيادي.
وكان للشيخة موزة دور كبير في توحيد القبائل المجاورة تحت راية واحدة. وبفضل حكمتها، استطاعت أن تجمع بين العائلات القبلية المختلفة التي كانت تعيش في صراعات طويلة. وقامت بتنظيم لقاءات ومفاوضات دبلوماسية بين زعماء القبائل، مستندة إلى معرفتها العميقة بتقاليدهم واحترامهم للاتفاقيات. وتمكنت من إنشاء تحالفات قوية، وجعلت من قبيلتها مركزًا للتعاون والسلام بين الجميع.
الحنكة السياسية
إلى جانب دورها القيادي في الشؤون القبلية، كانت الشيخة موزة شخصية سياسية بارعة. وتفوقت في التفاوض وإدارة الموارد، واستطاعت استغلال مهاراتها الدبلوماسية للحفاظ على مصالح القبيلة في وجه التحديات الخارجية. وعرفت بكلماتها الحكيمة التي كانت تترك أثرًا عميقًا في نفوس مستمعيها، واستطاعت كسب احترام القبائل الأخرى والزعماء السياسيين.
ولم تقتصر جهود الشيخة موزة على الشؤون السياسية والقبلية فحسب، بل كانت مدافعة قوية عن حق النساء في التعليم وتمكينهن. وشجعت النساء في مجتمعها على التعليم والمشاركة الفاعلة في حياة القبيلة. ولم تؤمن فقط بأهمية المرأة في الحفاظ على التراث، بل سعت إلى تمكينهن ليصبحن قياديات مؤثرات. وساعدت العديد من النساء على كسر القيود التقليدية المفروضة عليهن، مما أدى إلى تغيير ديناميكيات السلطة داخل مجتمعها القبلي.
وتمثل الشيخة موزة بنت تمييم واحدة من الشخصيات التي لا تزال تذكر عبر الأجيال لقيادتها الحكيمة والتزامها بمصالح قبيلتها. ورغم أنها عاشت في زمن كانت فيه التحديات كبيرة، إلا أنها نجحت في تجاوزها وحجزت لنفسها مكانًا في التاريخ القبلي والعربي.