حوارات و تقاريرمرأه بدوية

“المرأة السيناوية” كلمة السر.. إحياء صناعة “الكليم البدوي” بشمال سيناء

أميرة جادو

يتمسك بدو شمال سيناء، بعاداتهم وتقاليدهم ومهنهم وحرفهم اليدوية، التي تعكس التراث البدوي وحياة البادية، وعلى الرغم من تطور الصناعات والتكنولوجيا التي أثرت كثيرا على بعض المهن، منذ أن دخلت الميكنة الحديثة لتصنيع المفروشات والأزياء الحديثة بتكاليف أقل، إلى جانب أن صناعة السجاد والكليم البدوي، يستغرق وقت أكبر وخامات طبيعية وليست صناعية.

وتعد مهنة صناعة الكليم البدوي من الصوف الطبيعي المستخرج من وبر الإبل والأغنام، أحد أهم المهن التي قاربت على الانتهاء؛ حيث تميزت المرأة البدوية بصناعة الكليم البدوي من صوف الأغنام، فكانت تجذب الأنظار رغم بساطتها التي تبدو عليها.

إحياء صناعة الكليم البدوي

وفي البداية قالت المدربة موزة الشريف، استشاري في المشغولات اليدوية وأحد أهم رواد المشغولات اليدوية في شمال سيناء.. لـ “صوت القبائل العربية والعائلات المصرية”،  إن حرفة صناعة الكليم البدوي حرفة لم تعد منتشرة  في سيناء..  كما  كان الحال قبل 25 عاما، حيث كان يتم صناعتها بشكل أوسع لوجود سيدات لديهن الخبرة ، وكان لديهن الطاقة لتدريب جيل جديد من الفتيات.

وأشارت “موزة” إلى أن الإقبال على المشغولات أصبح ضعيف بسبب إنتاج السجاد الحديث بمختلف أشكاله والذي يباع بأسعار أقل من الكليم البدوي.. كما أنه يحتاج إلى وقت أطول ومواد خام طبيعية، ولهذا فإن سعره مرتفع. ولذا فإن الفئات التي تشتري الكليم من المقيمين في الفلل والقصور، من أجل اقتنائه لاستخدامه ديكورا في المنزل.

وأكدت “الشريف”، إن الجمعيات الأهلية بشمال سيناء، تحرص على تطوير الصناعات والحرف اليدوية والعمل علي تسويق منتجاتها، عبر منافذ لتسويق المنتج تلبي رغبات وأذواق المستهلكين بالأسواق الخارجية في الدول العربية والأجنبية.

برعاية مديرية التضامن الاجتماعي 

ومن جهته، أكد علي غيط، مدير عام التضامن الاجتماعي بمحافظة شمال سيناء، لـ “صوت القبائل العربية” إن الجمعيات الأهلية بشمال سيناء.. تتسابق في تنظيم برامج تدريبية  للسيدات والفتيات لتعليم الفتيات طريقة صناعة السجاد والكليم البدوي، تحت رعاية مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة.. بهدف إعداد كوادر من الفتيات والسيدات لتعلم صناعة الكليم البدوي والحفاظ على التراث.. ونقل مهارات الأجيال السابقة إليهن للحفاظ على المنتج البيئي السيناوي وحماية الموروث الشعبي من الاندثار.

وأضاف “غيط”، أن هذه المشروعات، تقدم فرص عمل للسيدات في المنازل بالقرى والتجمعات بما يتناسب مع الظروف والعادات والتقاليد في المنطقة. كما يحاولن الاستفادة بأوقات فراغهن.. واستغلال مهارتهن في الإنتاج الحرفي البيئي والذي يلاقي إقبال شديد عليه في المشاركات التي تعرض فيها المحافظة منتجاتها في الأسواق المحلية والخارجية.

مبادرة “امرأة منتجة” 

وفي السياق ذاته، أوضحت إحسان داود الغالي مقرر المجلس القومي للمرأة بشمال سيناء، إنه تم المشاركة في تنفيذ برنامج تدريبي لتأهيل المرأة لسوق العمل وذلك ضمن مبادرة (امرأة منتجة).. التي يتبناها المجلس بالاشتراك مع الجمعيات الأهلية، وذلك بالتركيز على صناعة الكليم البدوي.. بهدف استثمار المقومات والثروات الطبيعية المتوفرة على أرض سيناء.. بأحداث التنوع في المشغولات اليدوية والصناعات الصغيرة.. مما يتيح الفرصة لتسويقها في الأسواق الداخلية والخارجية والاستفادة كذلك من الخبرات المتميزة في تأهيل الأجيال القادمة.

الاعتماد على المسنات أكثر خبرة

كما أشارت غادة محمد السيد، جمعية عيون الفيروز بابي صقل من أجل الحفاظ علي التراث.. لـ “صوت القبائل العربية والعائلات المصرية”، إلى أنه يتم تدريب الفتيات علي صناعة الكليم. وتستعين بالسيدات المسنات في التدريب لاكتساب خبرة هذه الصناعة، حيث يوجد طلب متزايد عليها من الأجانب.

وأضاف “السيد”، إن الكليم البدوي، في تأثيث أرضيات الشاليهات والفنادق السياحية.. حيث يتم اختيار المدربين من المجتمع المحلي ممن لديهم خبرات في صناعة الكليم والسجاد البدوي وبعد إعداد الكوادر الشابة.. كما يقع علي كل فتاة تدريب 4 أخريات من نفس القرية لنشر هذه الصناعة بعد زيادة الطلب الخارجي عليها.

وشددت “السيد”، على  أهمية أعادت صناعة الكليم البدوي بتوسع  الحرفة خاصة وأنها غير ضارة بالبيئة لأنها تعتمد علي أصواف طبيعية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى