حوارات و تقارير

باحثة في التراث تكشف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي عند بدو جنوب سيناء

أسماء صبحي

تختلف العادات والتقاليد من محافظة لأخرى، إلا أنه رغم ذلك تبقى مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي حاضرة. ولها تقاليد وطقوس تاريخية قديمة توارثها الأجيال. ويتميز بدو جنوب سيناء بطقوس وعادات خاصة بالاحتفال بهذه المناسبة الدينية. والتي تختلف عن غيرها من المحافظات.

وفي حين يقوم الوافدون من محافظات الوادي والدلتا، والذين لا ينحدرون من أصول بدوية، بشراء حلوى المولد. والاحتفال مع أسرهم سواء داخل المنزل أو بالتنزه خارجه. تقوم كل الأسر البدوية بالذبح في هذا اليوم؛ لأنهم يقومون بتربية هذه الذبيحة على ذمة المولد. وتكون لها معاملة خاصة، حيث يصبغون رأسها بالحنة ويداومون حتى يجيء موعد الذبح. بالإضافة إلى ظهور الصبيان في هذا اليوم وحلق شعورهم؛ تبركاً به.

احتفالات أهل البادية بالمولد النبوي

ومن جهتها، تقول نادية عبده، بنت البادية، وباحثة التراث، إن المولد النبوي هو أحد الاحتفالات التي اعتاد عليها أهل جنوب سيناء. لافتة إلى أن مولد النبي – محمد صلى الله وعليه وسلم – تحتفل به السماء قبل الأرض. حيث تظل سماء طور سيناء مضاءة بالنجوم طوال شهر الربيع.

وتابعت نادية، أن أهل البادية يشعرون بالسعادة الغامرة في هذا الشهر؛ حيث تكثر فيها ولدات الغنم والماعز وتكثر المراعي والروابي. وتقوم سيدات البيوت بتسوية السمن الشيحي في القرب والألبان في الطناجر لعمل الأرز واللبن. ويقومون بتوزيعه على البيوت المجاورة والأطفال احتفالا في هذا اليوم.

وأضافت نادية: “تنحر الذبائح وتنصب الخيام ليجلس فيها الأقارب والغرباء من العابرين أو المارين. ويتم إرسال صواني الأرز واللحم إلى جامع المنشية ليأكل المشايخ والمصلين تفاؤلاً بهذا اليوم. ويذاع القرآن الكريم طوال الشهر على مدى اليوم. وتوزع المشروبات ساخنة مثل الشاي والقهوة ومعه الحبق. كما توزع القروش على الأطفال فرحا بهذا اليوم”.

نور مدينة طور سيناء لا ينطفيء

واختتمت باحثة التراث حديثها قائلة: “يجلب أهل طور سيناء الحلوى مثل الحمصية والسمسمية من السويس مع عربة الخضار”. مشيرة إلى الغرض من هذه الحلوى توزيعها على الأطفال لترتبط أذهانهم بهذه المناسبة السعيدة. ولم تكن هنا محلات تبيع هذه الحلوى، فكان أهل الطور يوصون عليها قبل المولد حتى يسعدوا الأطفال. لافتةً إلى أن نور مدينة طور سيناء لا ينطفيء في هذا اليوم ولا تشعر بالظلام الدامس أبداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى