الخليفة المهدي بالله: عصر الازدهار والتوسع العباسي
أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله، هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق، وُلِد في إيذج من كور الأهواز عام 127 هـ (714 م). تولى الخلافة بعد وفاة والده أبي جعفر المنصور في عام 158 هـ (775 م).
من هو الخليفة المهدي بالله
كان الخليفة المهدي بالله معروفًا بجودة سيرته وحسن أخلاقه وكرمه، وقد حظي بشعبية واسعة بين الرعية. كان يعقد جلسات للمظالم ويُعرف بطيب المعشر والعدل. في عهده، فتحت إربد من الهند وكثرت الفتوحات في الروم، كما بُني جامع الرصافة. شهدت بغداد انتعاشًا كبيرًا خلال فترة حكمه، وأصبحت مركزًا جذبًا للمهاجرين من مختلف الأعراق والأديان، حتى قيل إنها كانت من أكثر مدن العالم اكتظاظًا بالسكان في ذلك الوقت. ازداد نفوذ البرامكة في عهده، وكان من بين إنجازاته البارزة أنه أول من أنشأ نظام البريد بين الحجاز والعراق.
عُرف الخليفة المهدي بالله أيضًا بجهوده الحثيثة في محاربة الزنادقة، حيث تتبعهم في مختلف الأماكن وفرض العقوبات عليهم بناءً على التهم الموجهة إليهم. توفي في عام 169 هـ (785 م) بعد فترة حكم استمرت عشر سنوات وشهر.
وفقًا لكتاب “المعارف” للدينوري:
“عندما توفي أبو جعفر، بايع الناس ابنه المهدي في مكة، وكان اسمه محمد، وقد جاء ببيعته منارة البربري مولاه. كان المهدي يُكنى أبا عبد الله، وأمه هي أم موسى بنت منصور الحميري. تولى الخلافة وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، واستمر في الحكم عشر سنوات وشهرًا، وتوفي في قرية تُدعى ألوذ من ماسبنذان في المحرم من السنة 169 هـ. وكان عمره حين وفاته ثماني وأربعين سنة، ودفن هناك.
أنجب المهدي بالله موسى وهارون والبانوقة وأمهم الخيزران، وعليًا وعبيد الله وأمهما ريطة بنت أبي العباس، والعباسة لأم ولد، والعالية ومنصورًا وسليمة وأمهم البحترية بنت الأصبهند، ويعقوب وإسحاق وإبراهيم لأم ولد. توفيت البانوقة وهي صغيرة، بينما تزوجت العباسة أولاً من محمد بن سليما ثم من إبراهيم بن صالح بن علي.
حج علي بن المهدي بالناس غير مرة وتوفي في بغداد، وكان له ولد. تولى عبيد الله بن المهدي منصبًا في الجزيرة، بينما تولى منصور بن المهدي فلسطين والبصرة، وشارك في الحج بالناس.”