ما هو عام الفيل؟.. أشهر ما وقع قبل ميلاد النبي
أميرة جادو
نحتفل هذه الأيام بذكرى مولد سيدنا النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، والذي وُلد في عام الفيل.
ووفقص لما جاء في كتاب “ثورة الإسلام وبطل الأنبياء.. أبو القاسم محمد بن عبد الله” لمحمد لطفي جمعة، والذي تحدث غالباً الكتاب عن حادثة الفيل الشهيرة، فإن أبرهة حاول دخول مكة بعد فشله في الحضور، مُجهزًا فيله و جيشه لاختراق المدينة في ثلاثة أيام. مضمون الكاتب أماننا بحدث الفيل لأنه موثق في القرآن الكريم، إذ يقول الله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ ماأْكُولٍ} (سورة الفيل).
السبب الظاهر وراء عصيان الفيل لأمر سائسه كان وجود نفيل بن حبيب الخثعمي، الذي كان أسيرًا ضمن جيش أبرهة، وقد يكون على دراية بترويض الفيلة أو تدرب على طاعتها أثناء صغاره. يروى أن نفيل يقترب من الفيل عند اتجاهه نحو مكة، وهمس في أذنه قائلاً: “ابرُك محمودًا وارجع راشدًا”.
اسم الفيل
كما يوضح الكاتب أن “محمود” ليس اسم الفيل كما يشاع، بل صفة تدل على الحمد إذا برك، والرشد إن رجعت، ثم أرسل أذنه وانتهز نفيل فرصة الاضطراب الذي يسود جبهة الجيوش في مثل هذه الأحوال ولاذ بالفرار حتى أصعد في الجبال وبرك الفيل في جيش أبرهة «وانتشرت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام.» وهلكت الكثرة من رجال أبرهة ونجت القلة، وممن نجا أنيس سائس الفيل وخادمه، وقد لجآ إلى مكة وعاشا بها إلى أن شاخا وعميا ورأتهما سيدتنا عائشة أم المؤمنين — رضي الله عنها — يتسولان في شوارع مكة.
ولما رد الله عن مكة الحبشة وأصابهم ما أصابهم من النقمة، أعظمت العرب قريشًا وقالوا: «الله قاتل عنهم وكفاهم مؤنة عدوهم.» فجعلوا يقولون في ذلك الأشعار قبل نزول السورة الكريمة بأربعين عامًا؛ إذنْ جاءت هذه السورة لتأييد التاريخ وإظهار محبة الله للبيت الحرام حتى قبل البعثة المحمدية، وما زال البيت في أيدي الوثنيين، وكان مثابة للأصنام؛ لأنه رفع بأمر الله لإحياء كلمة التوحيد، بناه إبراهيم وإسماعيل، وعما قريب يعيدها محمد، ولا يعقل أن الله أهلك جيش أبرهة وأظهر معجزة الفيل على يد نفيل بن حبيب الخثعمي غيرةً على الكعبة التي كانت مخدعًا لهبل وإساف ونائلة! ولكنها كانت في أول أمرها معبدًا لتوحيده بناها نبيان بأمره وسوف تكون بعد أربعين عامًا كعبة المسلمين وقبلتهم.
والجدير بالذكر أن مولد محمد ﷺ في هذا العام نفسه، وهو عام الفيل، وتاريخه 570م، فحملة الفيل هي «حرب السبعين» في جزيرة العرب التي باء فيها الأحباش واليمنيون بالخسران. وكان عام النهضة بمولد نبي المستقبل، وفوجئ عبد المطلب في هذا العام بكوارثَ عدة؛ منها: موت ولده عبد الله، وهجوم الأحباش على وطنه، وانزعاجه بضياع إبله التي كافح لدى أبرهة في استردادها حتى أعادها إلى قوافل الميرة. وإنك لتُحس في سورة الفيل بروح الوعيد لأعداء نبي المستقبل.