في ذكرى ميلاده.. كيف كانت علاقة الزعيم مصطفى كامل بالخديوى عباس حلمى الثانى
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الزعيم الوطني “مصطفى كامل” وهو باعث الحركة الوطنية، وصاحب اللواء، السياسي المصري مصطفي كامل، والذي ولد في مثل هذا اليوم 14 أغسطس 1874، ولذلك نستعرض اليوم علاقته بالخديوي عباس حلمي الثاني.
علاقة مصطفى كامل مع الخديوي عباس
نسّق مصطفى كامل أفكاره مع الخديوي عباس وتفاهم معه حتى لا يقع تناقض (اختلاف) بينهما كما حدث من قبل بين عرابي والخديوي توفيق، نستنتج من ذلك أن مصطفى كامل استفاد من أخطاء عرابي الذي لم يحاول التقرّب من الخديوي توفيق وإبعاده عن الرضوخ للأجانب.
وبذلك نستنتج أن مصطفى كامل اختلف عن عرابي في الكفاح من حيث الصدام مع القيادة السياسية في مصر فعرابي اصطدم مع القيادة (توفيق) أما مصطفى كامل تجنب الإصطدام مع القيادة (عباس حلمي الثاني)؛ حيث أنه في عام 1894م التقى الخديوى عباس بمصطفى كامل في إحدى الصالونات الفكرية وأعجب بأفكاره وتوافقت الرؤى فبدأ مصطفى كامل يتوجّه إلى فرنسا ليكتب في الصحف الفرنسية الشهيرة مثل صحيفة (لو فيجارو) فنشر الوعي لدى الشعوب الأوروبية وأوضح لهم القضية المصرية ومساويء الاحتلال البريطاني من أجل الحصول على الاستقلال التام وجلاء البريطانيين.
والجدير بالإشارة أن “عبدالله النديم” كان هو من أوصى مصطفى كامل بضرورة التقرّب من الخديوي عباس لتمويل الحركة الوطنية بدلا من مُعاداته ليكون الهدف هو التخلص من المستعمر البريطاني، وذلك حسب ما جاء في كتاب “المنارة في التاريخ: عن تاريخ مصر والعرب الحديث والمعاصر” لـ محمود الضبع.
مصطفى كامل والسلطان العثماني
كما قام “مصطفى كامل” بتنسيق حركته مع السلطان العثماني (بم تفسر) نظرأ لتبعية مصر لتركيا (الدولة العثمانية )، وفي هذا الخصوص اقترح السلطان في عام 1897م أن يوافق على جلاء الجيش العثماني عن بلاد اليونان مقابل جلاء الإنجليز عن مصر.
نستنتج من ذلك أن مصطفى كامل يتشابه مع عباس حلمي الثاني في توثيق علاقته بالسلطان العثماني نتيجة ظهور فكرة الجامعة الإسلامية واستمرار التبعية السياسية المصرية للدولة العثمانية، وبذلك نستنتج أن مصطفى كامل والخديوي عباس يتشابهان في أسانيد الكفاح؛ فالإثنان إستندا في كفاحهما ضد الإنجليز على السلطان العثماني وفكرة الجامعة الإسلامية، وكانت لعلاقة مصطفى كامل بالسلطان آثار إيجابية حيث أظهر السلطان نيته في إنهاء الاحتلال البريطاني لمصر عن طريق سياسة المساومة ولكن الإنجليز مصالحهم أولا ولا قيمة لليونانيين عندهم.