تاريخ ومزارات

رموز الصمود: قصص شادية أبو غزالة وزكية شموط تروي النضال الفلسطيني

كتبت: رانيا سمير

على الرغم من التحديات التي تواجهها المرأة الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، فإنها تظل تتميز بالصمود والمثابرة، ولا تفتر عن النضال والكفاح الثوري حتى يتم تحرير أرضها من آخر محتل. هناك العديد من النماذج الملهمة لفتيات وسيدات فلسطينيات قدمن التضحية والتفاني في سبيل القضية الفلسطينية، وفي هذا التقرير سنتعرف على بعضهن.

شادية أبو غزالة

تعد شادية رمز من رموز الصمود والنضال في تاريخ فلسطين، ولدت في نابلس عام 1949 في عائلة فلسطينية لجأت من يافا. كانت شادية الأصغر بين إخوتها العشرة الذين ولدوا في يافا، وتوفّيت والدتها في غضون ثلاث سنوات من ولادتها.

تلقت شادية تعليمها الأولي في مدرسة الفاطمية للبنات في نابلس، واستكملت تعليمها الثانوي في مدرسة العائشية، ومن ثم التحقت بجامعة عين شمس في القاهرة. عادت بعد عام من الدراسة في مصر إلى فلسطين. معبرةً عن إصرارها على المشاركة في النضال بدلاً من متابعة الدراسة. درست في جامعة النجاح الوطنية في نابلس في تخصص علم الآثار، وكانت تهوى قراءة الأدب والشعر، وتغوص في علم النفس والفلسفة.

شاركت شادية أبو غزالة في حركة القوميين العرب التي تطورت لاحقًا إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتلقت تدريباتها العسكرية معها. رفضت الخروج للدراسة في مصر بعد حرب 1967. وبقيت في فلسطين، حيث شاركت في العمل السري والنشاطات الثورية. عملت على تنظيم الأفراد وتأمين الاتصالات وجمع التبرعات ونشر المنشورات والمشاركة في هجمات مسلحة ضد الاحتلال.

في 28 نوفمبر 1968، استشهدت شادية في منزل عائلتها في نابلس إثر انفجار قنبلة كانت تحضّرها. كانت أختها إلهام أبو غزالة تشهد أن هذه الحادثة قد وقعت أثناء وجود العائلة حول مائدة الطعام. دُفنت شادية في مقبرة نابلس الغربية، وعلى قبرها نقشت أبيات شعرها المفضلة: “أنا إن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي للكفاح”.

زكية شموط

تعتبر واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ فلسطين، حيث كانت من أوائل الفدائيات اللاتي نفذن عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولِدت زكية في عائلة فلسطينية  لها دور كبير في مقاومة الاحتلال وصمود الشعب الفلسطيني.

انضمت زكية إلى العمل الفدائي في عام 1968، وقد نفذت سبع عمليات فدائية قبل أن تعتقل مع زوجها وهي حامل في الشهر الخامس. حكم عليها بالسجن لمدة 12 مؤبدًا. وهي أول فلسطينية تنجب في السجن الإسرائيلي .بينما حكم على زوجها بالسجن مدى الحياة. في عام 1983، أطلقت سراحها وتم نقلها إلى الجزائر حيث قضت بقية أيامها.

من أبرز العمليات التي نفذتها زكية، وضعت قنبلة داخل بطيخة وحملتها مع طفلها في يدها. وأخرجتها في سوق بلغاري في مدينة حيفا المحتلة، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين وإصابة آخرين. كما قامت بعملية أخرى تحت شاحنة محملة بالتفاح من الجولان، أيضًا بنجاح كبير.

خلال فترة اعتقالها، تعرضت زكية لأساليب تعذيب قاسية، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والضرب المبرح. وفي أحد الاعتقالات، كانت تعاني من مشاكل صحية خطيرة وكادت تفقد حياتها وحياة طفلتها الجديدة، لكنها استمرت في الصمود والتحمل.

بعد سنوات من الاعتقال، تم الإفراج عن زكية وزوجها خلال عملية تبادل أسرى، وعاشوا في تونس قبل أن يجبروا على الانتقال إلى الجزائر. وفي الجزائر، واصلت زكية نضالها وعملها السياسي، حتى وفاتها في سنة 2014.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى