تاريخ ومزارات

قبيلة كهلان.. الجذور والتاريخ في نقوش مأرب

قبيلة كهلان.. الجذور والتاريخ في نقوش مأرب

تعتبر قبيلة كهلان احدأهم القبائل في التاريخ اليمني، ولها تأثير كبير على تاريخ المنطقة. النقوش الأثرية التي تم اكتشافها تُعدّ دليلاً واضحًا على عراقتها وعمق تاريخها، حيث تعكس قوتها ونفوذها في العصور القديمة.

وقد تم العثور على ثمانية نقوش مهمة في مأرب، وتبدأ جميعها بلفظ “سبأ كهلان”. هذه النقوش تسلط الضوء على دور القبيلة في الحياة الاقتصادية والدينية والسياسية للمنطقة. على سبيل المثال، ينص النقش (Ja 735) على أن “سبأ كهلان هم أسياد أرض مأرب وأوديتها”، مما يدل على سلطتهم ونفوذهم.

 أحد النقوش البارزة هو النقش (Ja 653)، الذي يتحدث عن صلاة الاستسقاء التي قامت بها قبيلة كهلان خلال فترة جفاف استمرت ثلاث سنوات. يُظهر النقش استجابة الإله المقه لدعوات القبيلة، حيث هطلت الأمطار في نفس اليوم. كما يُشير النقش (Ja 851) إلى شكر القبيلة للإله على إنزال المطر بعد صلواتهم لمدة سبع سنوات.

كما يشير النقش (Ja 656) إلى مشاركة كهلان سبأ في جيش شمر يهرعش لمحاربة حضرموت، مما يدل على دورهم في النزاعات العسكرية والصراعات في المنطقة.

 وقد تختفي كهلان من السجلات النقشية في القرن الرابع الميلادي، مع آخر ذكر لهم في النقش (Ja 668) خلال فترة ذمار علي يهبر الثاني.

 

 كما يُنسب كهلان إلى كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتعتبر كهلان مرتبطة بقبائل أخرى في المنطقة، حيث يُذكر أن معظم قبائلها تنحدر من زيد بن كهلان. وفقًا للنسابة، فإن كهلان هو شقيق قبيلة حمير، مما يشير إلى وجود صلة تاريخية وثيقة بينهما.

 و تُظهر السجلات أن قبائل كهلان وحمير قد تبادلوا السلطة في بادئ الأمر، ولكن في النهاية، انفردت قبيلة حمير بالملك، بينما بقيت بطون كهلان تحت حكمهم في اليمن. مع تقلص سلطتهم، استعاد بني كهلان الرياسة على العرب البادية.

 ولكن  بعد انحسار سلطنة حمير، برزت كهلان كقبيلة رائدة في حكم البادية، قبل أن تنتقل الرياسة إلى قبيلة كندة التي سيطرت على مناطق اليمن والحجاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى