مياه فيروزية رائعة تخترق رمال وادي في سيناء.. ما القصة؟
عيونًا كبريتية تخترق الرمال في مشهد سيل غزير دائم دون انقطاع
بين رمال وادي عسل بمدينة رأس سدر غرب شبه جزيرة سيناء شرق مصر.. ستجد عيونًا كبريتية تخترق الرمال في مشهد سيل غزير دائم دون انقطاع.. لتُشكل لوحة فنية رائعة وساحرة بلونها اللامع الذي يميل إلى الأزرق الفيروزي.
بركة طبيعية من الماء النظيف بلونه اللامع
شَقَّت العيون الكبريتية من خلال المياه الجارية لنفسها قُنِيّ في بطن الوادي قد يصل طولها أكثر من مئة متر تسيل فيها حتى تستقر في منخفض عمقهِ أقل من مترين ومساحته أكثر من 150 مترًا، تُشكل المياه فيها بركة طبيعية من الماء النظيف بلونه اللامع، وتتدرج حرارته من الساخن جدًا إلى أن يصل إلى الدفء، فكلما اقتربنا من العين كلما كانت المياه أكثر سخونة.
العيون الكبريتية منطقة رائعة بمدينة رأس سدر تبعد عن المدينة حوالي 9 كم، بجوار جامعة الملك سلمان الدولية شرق المدينة، ولعلها من أبرز الأماكن المخصصة للسياحة العلاجية وللاستشفاء في شبه جزيرة سيناء.
السير لمسافة 9 كيلومترات في عمق الصحراء
أحد أبناء القبائل بسياحة السفاري قال.. أن للوصول إلى منطقة العيون الكبريتية برأس سدر يتطلب العبور في طريق رملي غير مُمَهَّد، من داخل مدينة رأس سدر لمسافة تصل إلى 9 كيلو مترات في عمق الصحراء، وأن التحرك على طريق غير ممهد بطول هذه المسافة ليس هينًا، لكن هناك بعضًا من القائمين على الرحلات خصصوا سيارات جيب الصحراوية للوصول إلى المكان.
وتبدو عبور هذا الطريق سيرًا على الأقدام هو الأكثر مشقة للعامة؛ على عكس الرياضيين وهواة رياضة التسلق على الجبال والتجول في الصحراء فبالنسبة لهم أمرًا عاديًا، فإن السير لساعة في هذا المكان تساعد على تقليل آلام المفاصل، ولما لا فإن المنطقة كلها مشبعة بالمياه والأبخرة الكبريتية على امتداد واتساع المكان.
إن اللافت للنظر أن عيون المياه الكبريتية برأس سدر، أغلب زوارها من سكان المدينة نفسها. لكن عددًا قليلًا من المخيمات والفنادق يخصص رحلات لنزلائه الذين يرغبون في خوض تجربة الاستشفاء في منطقة طبيعية مثل هذه. وطالب عدد من الأهالي والعاملين بسياحة سفاري الصحراء بتوجيه الدعايا الإعلامية لهذا المكان والترويج له.
الجدير بالذكر.. أن مياه رأس سدر الكبريتية ليست هي الوحيدة في شبه جزيرة سيناء، بل هناك على نفس الناحية عيونًا كبريتية تخرج من حمام فرعون أيضًا في مدينة أبوزنيمة الواقعة جنوب رأس سدر. وكذلك عيون حمام موسى التي تخرج من جبل حمام موسى بالقرب من مدينة طور سيناء. ولعل قرب العيون من بعضها بمسافات قليلة باختلاف أماكنها يوحي بأن حدث عظيم وجلل قد حدث في العصور القديمة أدى لخروج هذه العيون من باطن الأرض. وربما يكون حدث عبور نبي الله موسى عليه السلام مرتبط بهما مثلما جاء في المصادر القديمة، ومن ذلك اسمه.
واحة صغيرة في سهل رملي فَيَّاح
ووصف نعوم بك شقير، المؤرخ العربي في كتابه تاريخ سيناء والعرب، في فترة وجوده في شبه جزيرة سيناء قبل عام 1916م قائلا: “أما عيون موسى فهي واحة صغيرة في سهل رملي فَيَّاح، محيطها نحو ثلاثة أرباع الميل، وعلى نحو ثمانية أميال جنوبي السويس، وميلين ونصف ميل من شاطئ الخليج، وفيها عدة ينابيع وحدائق وحلة صغيرة ومنازل للمصيف”.
كما وصف الينابيع قائلًا: “أما «الينابيع» فأكثرها فَوَّارة، وماؤها حَارٌّ ضارب إلى الملوحة، وتختلف حرارته بين ٧٠° و٨٠° فهرنهايت، فإذا بَرد ساغ شُربه، وأحلى ينابيعها أبعدها إلى الجنوب، وقد ظن بعضهم أن النبع الذي «طَرح فيه موسى الشجرة، فصار الماء عَذبًا»، وبعض هذه الينابيع مطْويٌّ بالحجر منذ عهد بعيد”.
الفوائد الصحية للمياه الكبريتية
كما يؤكد “فولفغانغ بروكله” كبير الأطباء في المركز الألماني للروماتيزم، أن تأثير دفء المياه يزداد بفعل كبريت الهيدروجين، الأمر الذي يُمكن رؤيته بوضوح في احمرار الجلد. مضيفًا أن الاستحمام بمياه العيون الكبريتية يعمل على استرخاء العضلات في كل أجزاء الجسم وتصبح الأنسجة الرابطة في الجسم أكثر مرونة وتتسع الأوعية الدموية وتزيد نبضات القلب وعملية التمثيل الغذائي (الأيض). ويُوصى عموما بالحمامات الكبريتية كجزء من زيارة المنتجع الصحي.
