كيف حقق المسلمون النصر في غزوة خيبر؟
كيف حقق المسلمون النصر في غزوة خيبر؟
تعد غزوة خيبر إحدى الغزوات الكبرى في تاريخ الإسلام والتى وقعت في شهر محرم من السنة السابعة للهجرة بين المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويهود خيبر.
كان يهود خيبر يشكلون تهديداً مستمراً للمسلمين في المدينة، حيث كانوا يحيكون المؤامرات ويعقدون التحالفات مع أعداء الإسلام مثل قريش والقبائل الأخرى. بعد صلح الحديبية، تفرغ النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمواجهة هذا التهديد وتأمين حدود الدولة الإسلامية.
فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامه حوالي 1,600 رجل، بينهم 200 فارس، وتحركوا نحو خيبر في سرية تامة، حيث لم يعلم أحد بوجهتهم إلا عندما اقتربوا من الحصون. استخدم المسلمون عنصر المفاجأة، فوصلوا إلى خيبر ليلاً، وبدأوا في محاصرة الحصون تدريجياً.
بدأ الحصار بفتح حصن ناعم، حيث قُتل القائد اليهودي مرحب بيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه. تبع ذلك حصون القموص والنطاة والوطيح والسلالم وغيرها. استخدم المسلمون المنجنيقات والخدع الحربية لاقتحام الحصون المنيعة. استمرت المعارك عدة أيام حتى تم فتح جميع الحصون.
ولقد أسفرت الغزوة عن انتصار كبير للمسلمين، حيث تم القضاء على تهديد اليهود في المنطقة. تم توزيع الغنائم بين المسلمين، وأبقى النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود في خيبر للعمل في زراعة الأرض مقابل نصف المحصول، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الإسلامي. كما شهدت الغزوة إسلام صفية بنت حيي بن أخطب، إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لاحقاً.
وباختصار تعتبر تلك الغزوة مثالاً على التخطيط العسكري المحكم واستخدام عنصر المفاجأة في الحروب. كما أظهرت أهمية الوحدة والتعاون بين المسلمين لتحقيق النصر، وأكدت على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة العلاقات مع غير المسلمين بما يحقق مصلحة الدولة الإسلامية.