ما هي أبرز إنجازات العالي بالله إدريس في حكم طائفة مالقة؟
كان العالي بالله إدريس ، سادس حكام طائفة مالقة في عهد ملوك الطوائف. هو ابن الخليفة السابق لقرطبة ومؤسس طائفة مالقة يحيى المعتلي بالله، وشقيق الحسن المستنصر بالله.
اعتلاء العرش
بعد مقتل شقيقه الحسن المستنصر بالله، اعتلى الوزير نجاء الصقلبي كرسي الحكم في طائفة مالقة، وزج بإدريس بن يحيى في السجن لضمان عدم منافسته. لكن نجاء لم يهنأ بالحكم طويلاً، إذ أطاح به عدد من الجنود وقتلوه بعد نحو شهر من توليه الحكم. أُخرج إدريس من سجنه وبويع أميراً في 6 جمادى الثانية 434 هـ. تلقب إدريس بالعالي بالله، وأطاعته بربر غرناطة وقرمونة وجيان وغيرها.
القيادة والبطانة
كان إدريس معروفاً بجوده وشفوقه على رعيته، لكنه كان أميراً سيء البطانة وضعيف الرأي، مما أدى إلى غضب ابن عمه محمد بن إدريس عليه في شعبان 438 هـ و اضطر إدريس للفرار إلى ببشترو حرص باديس بن حبوس، زعيم غرناطة، على معاونة إدريس بجنده لاستعادة عرشه، لكنهما لم ينجحا. انتقل إدريس بأهله إلى سبتة في ضيافة واليها سواجات البرغواطي، ثم إلى رندة عند حاكمها أبي نور بن أبي قرة اليفرني.
وقد كان محمد بن إدريس شديداً في التعامل مع معارضيه، مما أدى إلى اتفاق زعماء البربر بقيادة باديس بن حبوس على خلعه والدخول في طاعة محمد بن القاسم المهدي بالله صاحب الجزيرة الخضراء. ومع ذلك، فشل المهدي بالله في هزيمة قوات محمد بن إدريس والدخول إلى مالقة. اتفق بعض الزعماء، مثل أبي النور بن أبي قرة اليفرني صاحب رندة، على الاعتراف بطاعة إدريس العالي بالله. قُتل محمد بن إدريس بالسم في أواخر سنة 444 هـ، وبويع من بعده ابن أخيه إدريس بن يحيى السامي بالله.
بعد فترة قصيرة من حكم السامي بالله، أصابته لوثة عقلية وغادر مالقة، متجولاً بصفة تاجر. عبر إلى المغرب، حيث أمسكه بعض رجالها وأخذوه إلى سبتة، حيث قتله حاكمها سواجات في عام 444 هـ. بعد وفاة السامي بالله، عاد إدريس العالي بالله إلى مالقة واستقبله أهلها ونصبوه من جديد. استمر في الحكم حتى وفاته عام 446 هـ، وقد عهد بالحكم لابنه محمد.