محب الدين الخطيب: رحلة علمية ونضال قومي
ولد محب الدين بن أبي الفتح الخطيب في حي القيمرية بدمشق في يوليو 1886. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في دمشق، حيث ألحقه والده بمدرسة الترقي النموذجية وهو في السابعة من عمره، وحصل على شهادة الابتدائية منها. ثم التحق بمدرسة مكتب عنبر، ولكن بعد وفاة والده ترك المدرسة وبدأ يتلقى العلوم على يد الشيخ طاهر الجزائري الذي كان يعتبره بمثابة الأب الروحي له، حيث قال: “من هذا الشيخ الحكيم عرفت عروبتي وإسلامي”.
من هو محب الدين الخطيب
عين الخطيب في وظيفة والده بدار الكتب الظاهرية، حيث قضى وقت فراغه في نسخ المخطوطات التي انتقاها له شيخه لتعزيز معرفته. خلال هذه الفترة، تفتحت آفاقه الفكرية وبدأ يمزج بين الثقافة العربية والإسلامية والعلوم الكونية التي تعلمها في المدرسة، وكان يطالع المجلات الكبرى مثل المقتطف والهلال والضياء.
بعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية عام 1906، انتقل محب الدين إلى الأستانة، حيث التحق بكليتي الآداب والحقوق معًا. خلال إقامته هناك، لاحظ ضعف الطلاب العرب في اللغة العربية وآدابها، فجمع مجموعة من الشباب العرب وأقنعهم بتعلم العربية وآدابها. أسس مع صديقه الأمير عارف الشهابي جمعية النهضة العربية لتعليم اللغة العربية وتقويتها، وشجعهم على مطالعة الصحف.
نشط الخطيب بشكل كبير في جمعية النهضة العربية، مما لفت انتباه الرقابة الاتحادية. لكن بفضل التحذيرات التي كان يتلقاها من صديقه الأستاذ محمد كرد علي، استطاع تجنب الوقوع في المشاكل.