المهتدي بالله: الخليفة العادل الذي تحدى الأتراك
أبو إسحاق محمد المهتدي بالله بن الواثق، الخليفة العباسي الرابع عشر، وُلد لأم تُسمى وردة. جاءت بيعته للخلافة بعد أن أُحضر المعتز، حيث قام المهتدي وسلم عليه بالخلافة، ثم شهد الشهود على عجز المعتز عن الحكم، فاعترف الأخير بذلك وبايع المهتدي، مما رفعه إلى صدر المجلس.
من هو المهتدي بالله
كان المهتدي بالله رجلاً تقيًا، شجاعًا، وحازمًا، يتبع نهج الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في العدالة والحكم. سعى جاهدًا لإعادة هيبة ومكانة الخلافة العباسية، ووقف طغيان واستبداد الأتراك. حاول إحداث الفتنة بينهم لضرب بعضهم ببعض، لكن محاولته لم تمر دون ملاحظة، فاجتمع الأتراك على قتله.
عندما زاد نفوذ الأتراك، ساروا إلى المهتدي وقاتل المغاربة والفراغنة والأسروسنية دفاعًا عنه، وقُتل من الأتراك أربعة آلاف في يوم واحد. استمر القتال حتى هُزم جيش الخليفة وأُمسك به، وعُصر على خصيتيه حتى مات في رجب سنة 256هـ. استمرت خلافته سنة إلا خمسة عشر يومًا. عند مهاجمة الأتراك له، ثار العوام ودعوا الله لنصرة خليفتهم العادل المضاهي لعمر بن عبد العزيز.
كما ورد في “سير أعلام النبلاء” للذهبي: “أمير المؤمنين المهتدي بالله أبو إسحاق وأبو عبد الله محمد بن الواثق هارون بن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي”.