قبل خلعه من الحكم وتسليم الحكم لابنه.. هل كان يأمل الخديوي إسماعيل باشا إلغاء القرار؟
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى تنصيب الأمير محمد توفيق حاكمًا على مصر بعد خلع والده الخديوى إسماعيل، بناء على فرمان من السلطان العثمانى، فى 26 يونيو عام 1879م، ولآخر لحظة كان يأمل إسماعيل باشا في رجوع الدول عن طلب خلعه.
خلع الخديوي إسماعيل
ووفقاً لما ذكرته الدكتورة إيناس محمد البهيجي، في كتابها “مصر في عهد الخديوى إسماعيل” : كان إسماعيل يأمل من الانتظار أن تختلف الدول في طلب خلعه، وأن تنجح مساعيه الشخصية لدى السلطان عبد الحميد، وأذ أوفد إليه بالأستانة طلعت باشا أحد رجال حاشيته ليستميل رجال المابين إلى جانبه، وزوده بالمال والرشا والهدايا.
ولكن السلطان أعرض ونأى بجانبه عنه، وقد يكون لقلة المال المعروض دخل في هذا الإعراض، وكانت الدول مجتمعه على التخلص منه واستقر عزم السلطان على خلعه إجابه لطلب الدول.
وفي ليلة 24 يونيه ورد على المسيو تريكو قنصل فرنسا العام في مصر نبأ برقي من الأستانة، فحواه أن الباب العالي عول على عزل الخديوي وتولية الأمير حليم باشا (عبد الحليم) مكانه.
رفض التنازل عن العرش
وعلى الرغم من ورود هذا النبأ في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل، دعا سورما قنصل ألمانيا، إلي سراي الخديوي وطلب مقابلته، فاحدث مجيئهم في تلك الساعة المتأخرة من الليل انزعاجاً في السراي، ولاسيما بين السيدات من آل إسماعيل، وتوهمت والدة الخديوي أن سمة مكيدة تدبر لقتلة، فرجته أن لا يقابلهم، ولكنه إذ علم أن القادمين هم قناصل إنجلترا وفرنسا وألمانيا، وأن شريف باشا كان معهم، رضي بمقابلتهم، وكان في حالة إضطراب شديد فطلب إليه القناصل أن يتنازل عن العرش ولكنه رفض وسبت على الإباء.
والجدير بالذكر أنه كان يأمل حتى آخر لحظة أن تختلف الدول فيما بينهم، أو يرفض السلطان النزول على رأيهن، ولكن الدول بقيت على اجماعها في شئنه، وما زال سفرائها في الأستانة يستعجلون قرار الخلع حتى نالوا بغيتهم، وأصدر السلطان بناء على قرار مجلس الوزراء “إرادة” بخلع إسماعيل وتنصيب توفيق باشا خديويًا لمصر، وطير الصدر الأعظم هذه الإرادة بالتلغراف إلي إسماعيل يوم الخميس 26 يونيه سنة 1879.