أصحاب الأذان الطويلة.. تعرف على قبائل الداياك الإندونيسية “صائدو الرؤوس البشرية”
أميرة جادو
“قبائل الداياك” الإندونيسية، هي مجموعة من القبائل في جزيرة كاليمنتان وتعتبر هذه القبائل الشعوب الأصلية المتنوعة التي عاشت على جزيرة بورنيو وفي أدغالها منذ ثلاثة آلاف عام، ويعيش أبناء هذه القبائل في مناطق المرتفعات أو علي ضفاف الأنهار في المناطق الداخلية لجزيرة بورنيو.
أين تقع جزيرة بورنيو؟
“جزيرة بورنيو”، هي ثالث أكبر جزيرة في العالم وأكبر جزيرة في آسيا، وتقع في آرخبيل الملايو في مجموعة جزر سوندا الكبرى. وتقسم جزيرة بورنيو ما بين إندونيسيا وماليزيا وبروناي وتمثل جزيرة كاليمنتان المنطقة الإندونيسية من الجزيرة بينما توجد المنطقة الماليزية في ماليزيا الشمالية (شمال وشمال غرب يورنيو).
صيد الجماجم البشرية
والجدير بالإشارة أن من عادات “قبائل الداياك” في حروبهم القبلية هي صيد الجماجم البشرية، حيث كانت تلك القبائل يخشي جانبها في الماضي بسبب عادتها القديمة الخاصة بصيد الرؤوس البشرية.
وقد تم منع هذا التقليد بعد اعتناق أبناء تلك القبائل للمسيحية والإسلام وصدور قوانين من جانب القوي الاستعمارية بحظر هذه الممارسات التي اختفت ثم ظهرت مرة أخرى في أواخر تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت قبائل الداياك حربا مع مهاجري المادورا الّذين جاءوا من جزر المادورا بشمال شرق جزيرة جاوة في تفجر للعنف الطائفي وعلي الرغم من أن شعب الداياك من الملحدين إلا أن الكثيرين منهم تحولوا إلي المسيحية وبعضهم دخل الإسلام .
قبائل الأذان الطويلة
تتباهى نساء “داياك” بجمالهن الذي يميزه طول لحمة الاذن التى تصل إلى الكتف، حيث تحرص النسوة على ابراز هذه الخاصية الجمالية الغريبة بشق أذانهن حتى خرقها تماما ووضع عدة حلقات في كل أذن لتتدلى على الكتف والصدر.
وكلما زادت المط والشد من خلال الاحمال المتزايدة من الحلقات الذهبيه والفضيه والنحاسيه زادت المرأة جمالا في عيون قومها واقبال العرسان عليها .
السر وراء شد الأذن
يعود تقليد شد الأذن إلى عصور قديمة وبالتحديد، عندما كان شعب داياك الأول يعيش في الغابة حيث كانت وسيلتهم الوحيدة لتمييز البشر عن القرود هو حجم الأذن فإذا كانت قصيرة فهي ترمز للقرد، أم اذا كانت طويلة فهي هوية للإنسان.
ومع مرور الزمن تطورت هذه الممارسات الجمالية واصبحت لها ضوابط وقوانين وباتت توضع للتفريق بين النساء والرجال، حيث يجب ألا يتجاوز طول شحمة أذن الرجال الكتف، أما بالنسبة للنساء، فيسمح لهن بإطالة شحمة الأذن إلى الصدر.
وتحولت هذه الممارسات فيما بعد إلى منحى طبقي ، حيث اصبح طول الأذن يرمز الى الطبقات الاجتماعية لـ”دايك” ، إذ يشير طول شحمة لأذن إلى أن الشخص ينحدر من عائلة نبيلة.
عملية ثقب الأذن
تتم عملية ثقب الأذن منذ الولادة ، أو بعمر السنة الواحدة. حيث يتم وضع بعض الاقراط الخفيفة، التى يتم مضاعفتها كل عام حتى تثقل شحمة الاذن وتتدلى للاسفل.لتصل في بعض الاحيان إلى أكثر من خمسة عشر سينتمترا.
والجدير بالذكر أن مع التغيرات الحضارية الحاصلة في عالمنا اندثر هذا التقليد لدي شعب “داياك” واصبح الجيل الجديد يعزف عن اتباعه بل أصبح يثير سخريتهم فيما لايزال كبار السن يقاومون هذا التغير ويتباهون بطول اذانهم وارثهم الذي اكتسبوه من أجدادهم .