بالصور والأدلة.. خبير أثري يؤكد الحج أصله مصري وكان يتم سنويا في سوهاج والأضحية أصلها فرعوني
أميرة جادو
قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر إن المصريين القدماء كان يعلمون الثواب والعقاب، بل عرفوا أن هناك حياه بعد الموت أطلقوا عليها البعث والخلود، فكانوا دائما يبحثون عن عمل الخير بشتي الطرق، فنجد أن المصريين القدماء عرفوا الحج، وكانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون، كما أنه لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج.
رحلة الحج عند المصريين القدماء
وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة “أبيدوس” في محافظة سوهاج، وذلك لوجود معبد “خنتى أمنيتى”. ونجد المناظر المسجلة علي جدرانه واحده من أهم المصادر التى تفيد فى دراسة الخدمة اليومية التي كانت تتم لهذه الآلهة داخل المعبد. حيث نجد مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة. هذا وقد حرص المصري القديم على زيارة الـ “ك_با”. وهي تقابل “الكعبة” الخاصة ب”أوزير” أثناء حياته في رحلات يستخدم فيها المراكب.
وأشار “عامر” أن موعد رحلة الحج كان اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت إحتفالات “أوزير” تتم فى الشهر الأول الفيضان. ويتواكب مع عيد “أوزير” الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر. والليلة الكبيرة في يوم إثنان وعشرون من نفس الشهر.
أما عن الملابس ف بدراسة الملابس المستخدمة في الحج الإسلامي والفرعونى، فإن الملابس تعتبر جزءًا هامًا من المناسك الإسلامية، وهي ذات اللون الأبيض وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة “أبيدوس”، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء، حيث إعتبرت مناظر رحلة الحج شيئاً حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته.
ملابس الحج البيضاء
كما نجد أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوى والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهيروغليفية “حدج”. علاوة على أن هناك العديد من المناظر التي صورت مناظر الحج الفرعونية حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية. وأن الجانب الأيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب.
الأضحية أصلها فرعوني
وتابع “عامر” أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحى كنوع من أنواع التقرب للآلهة. كما عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة. وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضا الآلهة وانتشار الرخاء في الدولة، كما أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تقدم في المعابد المصرية.
بالإضافة إلى أن المصريين القدماء جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، فكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، وتتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح.
كما أن المصريون القدماء كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة الكاهن “مننا” بالأقصر والتي تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران.
تقسيم الأضحية عند الفراعنة
وكانت الأضحية تقسم إلي ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، كما كانت القرابين تقدم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.
واستطرد الخبير الأثري أن المصريين القدماء عرفوا “الفته”، فقد كانوا يأكلوها بعد أن يقومون بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ “الفتة” حيث أنها كانت تصنع من فتات الخبز، المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، كما أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ حكتها نقوش معبد “سوبيك”، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية “كارا” التي ذبحت خروفا، وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش، وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل وقطعته ووزعته في عيد الإله.