ملكشاه بن ألب أرسلان: السلطان العادل الذي أرعب أعداءه وأبهر شعبه
عندما توفي أبوه ألب أرسلان، كان ملكشاه إلى جانبه في رحلته الأخيرة، وهو أمر لم يحدث من قبل. تولى الملك الشاب زمام الأمور بناءً على وصية والده وبدعم من الوزير القوي نظام الملك، الذي قام بتوزيع الأراضي بين أولاد السلطان الراحل مع الحفاظ على السلطة المركزية في يد ملكشاه.
من هو ملكشاه بن ألب أرسلان
مع عودته إلى البلاد، واجه ملكشاه تحديات من بعض أفراد عائلته، بما في ذلك عمه قاروت بك صاحب كرمان. بعد مواجهة حاسمة بالقرب من همذان، انتصر ملكشاه وتمكن من أسر عمه. برغم توسلات قاروت بك، أمر ملكشاه بقتله لتعزيز سلطته وثبات حكمه.
استطاع ملكشاه توسيع مملكته بشكل غير مسبوق، حيث شملت مملكته جميع بلاد ما وراء النهر والهياطلة وباب الأبواب والروم وديار بكر والجزيرة والشام، وخطب له على جميع منابر الإسلام ما عدا بلاد المغرب. بفضل عدالته وحكمته، حظي بلقب “السلطان العادل”، وكان محبوباً ومُهاباً من شعبه وجنوده.
كان ملكشاه معروفاً بحبه للبناء والتطوير، حيث أمر بحفر الأنهار وبناء الأسوار في المدن وإنشاء الرباطات والقناطر. من أبرز مشاريعه بناء جامع السلطان ببغداد. كما ألغى الضرائب الظالمة وأعفى الناس من المكوس والخفارات في جميع أنحاء مملكته.
لم يكن ملكشاه مجرد قائد عسكري بل كان رجلاً ورعاً. بعد أن اصطاد بيده ما يقرب من عشرة آلاف حيوان، قرر التصدق بنفس العدد من الدنانير خوفاً من عقاب الله على إزهاق الأرواح دون حاجة. كذلك كان يُلقب بـ”السلطان الذي يخاف الله”، وكان يصلي ويدعو الله بنية الخير للجميع.
عندما عاد إلى بغداد للمرة الثالثة، عانى من مرض بعد تناول لحم وحش اصطاده، وسرعان ما تدهورت حالته وتوفي بعد وصوله إلى بغداد. رغم وفاته المفاجئة، بقيت ذكراه خالدة بفضل إنجازاته وعدله، ودُفن في أصفهان في مدرسة عظيمة موقوفة للشافعية والحنفية. كان ملكشاه حقاً مثالاً للسلطان الذي جمع بين القوة والعدل والحكمة.