إرم ذات العماد.. مدينة قوم هود التي أبادها الله بسبب عصيانهم
أسماء صبحي
وردت الكثير من القصص والروايات التاريخية والدينية التى تحدثت عن مدينة إرم ذات العماد. فقد ورد في بعض المصادر أنّها مدينة مفقودة، وبعضها يقول أنّها مدينة خياليّة. لكن أغلب الأبحاث ترجح أنها مدينة تقع في اليمن، بين مدينتي حضرموت والعاصمة صنعاء. وتسمى بمنطقة الأحقاف في صحراء الربع الخالي.
بناء مدينة إرم ذات العماد
وتقول أميمة حسين، الخبيرة في التراث، إن مدينة إرم ذات العماد بناها شداد بن عاد قائد قوم عاد. ويرجع أصلهم الي عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح. وقد منحهم الله تعالى طولاً في القامة وقوة بدنية كبيرة جعلتهم قادرين على بناء حضارةٍ ومدينةٍ رائعةٍ لم يكن لها مثيل.
وأشارت حسين، إلى أن شداد كان شديد البطش وكثير الغزوات على الممالك التي حوله. وكان مثقفاً يقرأ الكتب التاريخية والدينية القديمة والنادرة الوجود في ذلك الوقت. وأعجب شداد بمصطلح الجنة كثيراً حتى إنه عندما سمع عن جنة الله للمتقين وما فيها من قصور مصنوعة من الذهب والفضة تجري من تحتها الأنهار. أراد أن يبني مدينة لها ذات الصفات على الأرض، لتكون الجنة التي يحلم بها.
وتابعت، إن شداد خصّص لهذه المهمّة قرابة عشرة آلاف رجل، كما عين مائة رجل يشرف كل منهم على ألف من العمال من مختلف أنحاء البلاد. وأمدهم بالأموال وبطريقة البناء، بعد أن جمع كل ما يتوفر من الذهب والفضة والياقوت، والعنبر وسعى إلى استخراج الجواهر من البحار. وتم نحت إرم فى الجبال حيث أقيمت أعمدة بطول جبالهم وبنوا فيها القصور والقلاع والمصانع المنحوتة في الأحجار.
وأضافت الخبيرة في التراث، أنهم أتموا البناء وقاموا بطلاء مدينتهم بالذهب. وزينت جدرانها بالجواهر الثمينة وحفر تحتها نبعاً للماء العذب. وجعل فيها ثلاثمئة ألفٍ من القصور، وأحاطها بأسوار من المرجان والياقوت واللآلئ. وجعل من تحت المدينة وادياً يسري وأجرى منه سككاً وشوارع. كما أنشأ شجراً على حفاف الوادي وجعل ثماره من الجواهر الثمينة. أما قصره الخاص به فأنشأه في وسط المدينة، وجعله مرتفعاً ومُطلاً على جميع القصور.
مدة بناء المدينة
وأوضحت أن بناء هذه المدينة استغرق أعوام كثيرة يقال في بعض الروايات أنّها خمسون عاماً. ويقال أنّها مائة عام، ويقال أنّها خمسمائة عام وأنّ أحفاد شداد بن عاد قد أكملوا بناءها.
وقالت حسين، أرسل الله سبحانه وتعالي سيدنا هود عليه السلام ليدعو قوم إرم للإيمان بالله وترك عبادة الأصنام. فرفضه قوم عاد وازداد موقفهم كفراً وعناداً، وأصروا على عصيان الله والتفاخر بجنتهم. فسلّط الله تعالى عليهم العذاب والرجفة فأبادهم جميعهم والجنة التي بناها شداد بن عاد.
اكتشاف المدينة
واستطردت، إنه في عام 1990 للميلاد تمّ اكتشاف آثار لمدينة قديمة تدعى أوبار بعد رحلات عديدة وصعبة وشاقة من الاكتشافات والحفريات. وقد توصل العلماء لمعلومات مفادها أنّ هذه المدينة هي مدينة إرم القديمة مدينة قوم عاد وقوم النبي هود. حيث تمّ اكتشاف عمدان طويلة، ونظام ريّ، وسقاية متطور جداً في المدينة. أي كما ذكر في القرآن الكريم من صفات للمدينة، وقد تمّ الكشف على أنّ المكان كان خصباً وجميلاً ومثمراً لكنه تحوّل لصحراء قاحلة مليئة بالكثبان الرملية.