توارثتها الأجيال.. تاريخ مهنة “الحلاقة” من العصر الفرعوني وحتى القرن الـ 21

أميرة جادو
من وقت لآخر، يرغب بعض الرجال والسيدات في زيارة مصففي الشعر أو “الحلاقين”، وذلك لإضفاء نوع من التجديد على مظهرهم العام. فيقومون باختيار تسريحات شعر جديدة، أو قص شعرهم من الجذور في حالة الرجال. وقد يشعر الشخص ببعض الرضا والارتياح عند تغيير شكل شعره بهذه الطرق.
مهنة الحلاقة
رغم أن البعض يعتقد أن مهنة “الحلاقة” هي مهنة حديثة الظهور قام ببدئها البعض مؤخرًا، إلا أن تاريخ هذه المهنة يمتد لآلاف السنين. فقد كان الفراعنة في مصر القديمة يخصصون أشخاصًا معينين لحلاقة شعر الملوك. وفي البداية، كان هؤلاء الحلاقون لا يقومون بحلاقة سوى شعر وشوارب الفرعون فقط. ثم تطورت هذه المهنة تدريجيًا لتصل إلى المواطنين العاديين، حيث أصبح الحلاقون يقومون بتهذيب شعر المواطنين في الدولة.
الحلاقة في مصر القديمة
كان الفراعنة في مصر القديمة يقومون بدفن أدوات الحلاقة الخاصة بالملوك مع موتاهم، وذلك اعتقادًا منهم أن الملوك سيستخدمونها عند إعادة البعث بعد الموت. وقد تم اكتشاف بعض هذه الأدوات، مثل شفرات الحلاقة، في المقابر الملكية التي تم اكتشافها مؤخرًا. ومن ضمن هذه المكتشفات، تم العثور على أشكال شبيهة بشفرات الحلاقة مدفونة بجوار تابوت أحد ملوك الأسرة السادسة، وكانت موضوعة في صندوق خشبي بالقرب من التابوت.
طريقة الحلاقة عند الفراعنة
أما بالنسبة لطريقة الحلاقة في العصر الفرعوني، فكانت تشبه إلى حد كبير ما يقوم به الحلاقون في الوقت الحاضر، ولكن بشكل أبسط وأكثر بدائية. فكان الحلاق يقوم بترطيب الشعر قبل قصه، واستخدام شفرات قوية وحادة لتجنب إصابة الشخص الذي يجري له الحلاقة بأي ألم. وبعد الانتهاء من الحلاقة، كان الحلاق يقوم بدهن رأس الشخص بالزيوت الطبيعية لترطيب البشرة والجلد.
ويذكر أن مهنة الحلاقة في العصر الفرعوني كانت مهنة مرموقة ومحترمة. فقد وصل أحد الحلاقين إلى مرتبة كبير الحلاقين في القصر الملكي، وكان مسؤولاً عن حلاقة أفراد الأسرة الحاكمة. وبدأ الحلاقون في توريث هذه المهنة لأبنائهم وأحفادهم، لتصل إلينا في الوقت الحاضر كإحدى المهن التي تعود جذورها إلى العصر الفرعوني في مصر.