بعد أسر جنود الاحتلال.. هل تؤثر العملية الأخيرة لحماس على مفاوضات الهدنة ؟
أسماء صبحي
أكد خبراء فلسطينيون أن إعلان حركة حماس، عن أسر عدد جديد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا، بعد أكثر من ٧ أشهر من القتال. يعد ضربة قوية لحكومة بنيامين نتنياهو التي فشلت في تحقيق أي من أهداف العدوان المستمر منذ ٧ أكتوبر الماضي على غزة.
حدث كبير ومؤثر
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عضو حركة فتح. إن إعلان حركة حماس عن استدراج وقتل وأسر أفراد من جيش الاحتلال الإسرائيلي هو حدث كبير ومؤثر.
وأضاف الرقب: “بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي حتى الآن ينكر الأمر وعادة عندما تحدث مثل تلك الأمور يتم إبلاغ أسر الجنود أولًا، ثم بعد أيام يتم الإعلان رسميًا”. مشيرًا إلى أن الحادث سيؤثر على الواقع في قطاع غزة.
وأوضح: “للأسف الشديد استمرار الحرب هو هدف نتنياهو شخصيًا، وكذلك حكومة اليمين المتطرف. وفي المقابل هناك انقسام في الرأي داخل جيش الاحتلال، بين مؤيد للحرب ومعارض لها”. ولفت إلى أن حركة حماس حاولت خلال الفترة الماضية تنفيذ استراتيجية حرب الشوارع ومحاكاة النموذج الفيتنامي. أي استمرار القتال بجانب المفاوضات، فلا مانع أن نتفاوض ونقاتل في نفس الوقت.
وقال إن تحسن موقف الحركة خلال القتال يضمن تحسن موقفها في المفاوضات، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي. وكما يقول: “نحن نفاوض حماس تحت الضغط”، وحماس ترد عليه بأنها أيضًا تفاوضه تحت الضغط.
وتابع: “نموذجنا مشابه للتجربة الفيتنامية، وبتأكيد خبر أسر الجنود سيتغير شكل العمليات في غزة. وسيصبح التفاوض أسهل، وسنصل على أقل تقدير للمرحلة الأولى من الهدنة وتهدئة الأوضاع. حتى يستطيع الاحتلال ترتيب جيشه بما يناسب هذه المتغيرات”.
استئناف مفاوضات الهدنة
وبعد العملية النوعية التي نفذتها كتائب القسام، يعتقد الدكتور ماهر صافي، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن الجيش الإسرائيلي سيزيد من عمليات القصف في جباليا ورفح وجميع مناطق قطاع غزة. وأشار صافي إلى أن هناك احتمالات قوية لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع. وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء القطري ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في باريس.
وأكد أن هناك مقترحات جديدة ستطرح بقيادة الوساطة المصرية والقطرية وبمشاركة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف.
صفقة تبادل
ومن جانبه، أشار محمود أبو غزالة، المؤرخ القدسي، إلى أنه قبل الإعلان عن أسر جنود في جباليا. كانت هناك تقارير تشير إلى احتمال استئناف مفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى. بالإضافة إلى تصريحات أعضاء مجلس الحرب في إسرائيل، مثل بيني غانتس وغادي آيزنكوت ويوآف جالانت. التي أكدت ضرورة تنفيذ صفقة تبادل في الوقت الحالي.
وأضاف أبو غزالة، أن أهالي المحتجزين قاموا بتنظيم مظاهرات واحتجاجات في معظم المدن للمطالبة بإبرام الصفقة. وأكدوا أن الضغط العسكري لن يعيد المحتجزين أحياء، على الرغم من نفي إسرائيل وجود جنود أسرى لديها لدى حماس.