رمز الصمود: مسيرة الشيخ أحمد ياسين في خدمة فلسطين

في ساحة المقاومة والصمود، يظل الشيخ أحمد ياسين شخصية أيقونية تحمل بين ثناياها قصة فلسطين وعزيمة شعبها. ولد في أوج الصراع والتحديات، وترعرع في زمن انطلقت فيه ثورة فلسطين المسلحة، فكانت حياته مليئة بالصراع والمعاناة، ولكنها في الوقت ذاته تحمل قصة صمود وتحدي لكل الظروف القاسية التي واجهها.

منذ الصغر، كان ياسين يتمسك بأحلامه ويسعى لتحقيقها، فرغم هدم قريته والنزوح إلى قطاع غزة، استمر في سعيه نحو العلم والمعرفة، وتمكن من الحصول على تعليمه وتخرج من مدارسه بإصرار وعزيمة لا مثيل لهما.

ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في يونيو 1936 في قرية “الجورة” بعسقلان، جنوب قطاع غزة، وكان طفلاً من سبعة أشقاء. شهدت ولادته أول ثورة فلسطينية مسلحة ضد الانتداب البريطاني وسياسة الهجرة اليهودية المفتوحة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت قريته في عام 1948، فنزح هو وأسرته إلى قطاع غزة، حيث عاشوا حياة صعبة ومريرة. تعلم ياسين في مدرسة الجورة الابتدائية حتى الصف الرابع، وبعد النكبة والتهجير، استمر في تعليمه بمدرسة الشافعي والكرمل.

حصل ياسين على الثانوية العامة عام 1958، ثم عين مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية. بالرغم من ضعفه الجسدي، أصر الحاكم على تعيينه بسبب عزيمته القوية.

ياسين آمن بأهمية إيقاظ وعي الشعب الفلسطيني، وكان يوجه الناس في مساجد غزة للثبات على أرضهم والعمل من أجل مستقبلهم. بيته كان مركزاً للصلح والعدل، وكان يستقبل المتخاصمين لحل نزاعاتهم.

تعرض ياسين للاعتقال في عام 1982 بتهمة التحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وقضى 13 عامًا في السجن قبل أن يتم الإفراج عنه في تبادل أسرى. استمر في دوره التحفيزي للشعب الفلسطيني وتحول بيته إلى مركز للمقاومة، حتى اعتقله الاحتلال مرة أخرى واصطحبوه إلى السجن.

كان ياسين يعبر عن إصراره وعزيمته على مواصلة النضال، وظل يلهم الشعب الفلسطيني بكلماته وأفعاله حتى لحظة اغتياله عام 2004.