حوارات و تقارير

أسرار دفن الحيوانات في بلاد الرافدين.. هل كان له معنى؟

تعد حضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات التي ظهرت في العالم القديم، حيث كانت ترتكز بشكل أساسي على الزراعة، مما جعل للحيوانات دورًا كبيرًا في هذه الثقافة، وعثر على العديد من الدفنات للحيوانات في هذه المنطقة، مما يثير تساؤلات حول معنى هذه الممارسات.

الدفنات الحيوانية: رمزية وعلاقة بالخصوبة

بحسب كتاب “العبادة الحيوانية بين الدفن والرمزية في مصر وبلاد الشام والعراق.. في عصور ما قبل التاريخ” للباحثة زينب عبد التواب رياض، تشير الدفنات الخاصة بالثيران والأبقار في بلاد الرافدين إلى ارتباط تلك الحيوانات بالممارسات الدينية والطقوسية في العصر الحجري النحاسي. ففي هذه الفترة، أصبحت الحيوانات جزءًا من عبادة الخصب المتصلة بتقديس الأمومة، وكانت تمثل رمزًا مرتبطًا بالنمو والحياة.

عثر على العديد من الدفنات الحيوانية في موقع “جماجم الثيران” في العرباجية، وهي تعتبر رموزًا دينية هامة. كان من الملاحظ أن جماجم الثيران تم وضعها أسفل رأس المتوفى في بعض الدفنات البشرية، مما يدل على تقديس هذه الحيوانات في تلك الحقبة. كما تم العثور على فك حيوان من فصيلة الماشية في المقبرة رقم G.47، وقد وُضع فوق عظام فك بشري، مما يوضح دور هذه الحيوانات كقربان ديني.

قربان حيواني في معتقدات حضارة العبيد

تم العثور في العديد من المقابر الخاصة بحضارة العبيد على بقايا حيوانات من فصيلة الماشية. التي كانت توضع مع الدفنات البشرية كنوع من القربان. وكانت هذه الحيوانات تمثل نوعًا من الطعام للمتوفى في الحياة الآخرة. كما تم العثور على العديد من البقايا العظمية للثيران في موقع الوركاء، مما يبين قيمة الثور الاقتصادية والدينية في تلك الفترة.

بحلول عصر ما قبل الأسرات، زادت الرمزية المرتبطة بالحيوانات وارتبطت بالأساطير والمعتقدات الدينية. أصبحت الحيوانات تمثل حلقة وصل بين الإنسان وعالم الآلهة. حيث كان يتم تقديم الأضاحي الحيوانية لإرضاء الآلهة ودرء الشرور.

العادات الجنائزية في حضارة أور

في المقابر الملكية بمدينة أور، ظهرت عادات غريبة تمثلت في دفن الخدم والحيوانات مع الملوك كجزء من المتاع الجنائزي. فقد تم العثور على هيكل عظمي لثور قرب المقبرة الملكية رقم PG/580. مما يشير إلى الدور المهم الذي كانت تلعبه الحيوانات في مراسيم الدفن الملكي. كما تم العثور على حفرة تحتوي على ثلاث جماجم ثيران، وهو ما يراه الباحث Woolley كجزء من تقديم الأضاحي الحيوانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى