الهادي الخياشي .. فنان البورتريه التونسي الذي نسج التاريخ
في قلب تونس العاصمة. ولد فنانٌ سيخلّد اسمه في تاريخ الفن التونسي، إنه الهادي الخياشي. الذي نشأ في كنف عائلة ثرية تزوجت في أحضان الأسرة المالكة. هذا الارتباط الملكي فتح له أبواب القصور. حيث أبدع في رسم الشخصيات البارزة في البلاط الحسيني، مضفيًا على كل لوحة لمسة من الأصالة والرقي.
من هو الهادي الخياشي
ابن لفنان محترف، سار الهادي على درب والده، متنقلاً بين أروقة مرسم الفنان الشهير “بنشار”، حيث غرف من ينابيع الفن الأولى، ليكمل بعدها رحلته الفنية في أرض الفن والجمال، إيطاليا. هناك، صقل موهبته وعاد ليصبح الرسام الأمثل للشخصيات التونسية النافذة، متخذًا من البورتريه محورًا لإبداعاته ومصدرًا لرزقه.
لم تكن لوحاته مجرد صور، بل كانت تحفًا فنية تُظهر مهارة في بناء التكوين ودقة في التفاصيل، وإن كانت لم تصل إلى الكمال الذي تميز به الأوروبيون، إلا أنها حملت بصمة الخياشي الفريدة التي لا تنسى.
ترك الخياشي وراءه إرثًا فنيًا غنيًا، ليس فقط في البورتريهات التي أبدع فيها، بل أيضًا في مناظر طبيعية خلابة ومشاهد من الحياة الشعبية التونسية، تعبر عن ثقافة وتقاليد شعب عريق. لقد كان الهادي الخياشي، بحق، رسامًا للتاريخ، يحاكي بريشته الواقع ويعانق بألوانه الخلود.