قراقوش.. العسكري المخلص والجندي الأمين الذي شوه صورته أديب
أسماء صبحي
أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي، الملقب بهاء الدين، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي. كان من أخلص أعوانه ومن أقربهم إليه، وكان قائداً مظفراً وجندياً أميناً. كما كان مهندساً حربياً منقطع النظير، وكان مثالاً كاملاً للرجل العسكري. إذا تلقى أمراً أطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير، وإن أمر أمراً لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة بلا اعتراض ولا نظر ولا تأخير.
من هو قراقوش
هو الذي أقام المنشآت الحربية التي تمت في عصر صلاح الدين. (القلعة وبنى السور القاهرة وأقام فيه الجامع وحفر البئر كما بنى القناطر التي بالجيزة على طريق الأهرام). ولما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين، وكادت تقع بينهم الحروب ما أوقفهم ولا أصلح بينهم إلا قراقوش.
ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لأبنه المنصور وكان صبياً في التاسعة من عمره. جعل الوصي عليه والمدبر لأمره قراقوش فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد.
من الذى شوه صورته؟
ألف ابن ممَاتي رسالة صغيرة سماها (الفافوش في أحكام قراقوش). ووضع هذه الحكايات ونسبها إليه وصدقها الناس ونسوا التاريخ
وابن ممَاتي هذا كاتب بارع وأديب طويل اللسان، كان موظفاً في ديوان صلاح الدين. وكان الرؤساء يخشونه ويتحامونه ويتملقونه بالود حيناً وبالعطاء أحياناً.
ولكن قراقوش وهو الرجل العسكري، لم يعبأ به ولم يخش شرَه. ولم يدر أن طعنة القلم تجرح جرحاً لا يشفى ولا يريح من ألمه الموت.