تاريخ ومزارات

من برشلونة الى الاندلس

من برشلونة الى الاندلس

هل تعلم سبب رغبة إقليم كتالونيا بالانفصال

 

لا تستغرب من العنوان اخي الفاضل فبرشلونة في ظل دولة الإسلام في الأندلس كانت من أهم مدن الثغور التي كانت لها دور استراتيجي ضخم في فتوحات المسلمين في فرنسا وبعد معركة بلاط الشهداء وعندما نشبت الفتن في الأندلس ضاعت كل فتوحات المسلمين خلف جبال البرنس لكن بوجود برشلونة وإقليم كتالونيا كانت عودة الفتوحات تلك كانت امر سهل لكن الفتن زادت أكثر وكثر وقل الاهتمام بالثغور والجهاد وانتشرت الحروب القبلية بين أهل الأندلس وتوسعت ممتلكات الممالك الصليبية في شمال غرب الأندلس

لكن ظهر بصيص نور بقدوم عبد الرحمن الداخل وتأسيسه دولة الأمويين في الأندلس لكن للاسف كانت الأندلس على حافة البركان وقد ظل الداخل طوال حكمه يقوم باخماد تلك الفتن والمؤامرات فلم يكن يستطيع توجيه الحملات العسكرية ضد الممالك المسيحية أو ضد ملوك فرنسا بل كان كل ما كان يستطيع فعله هو رد الهجمات وتحصين الثغور واستخدام كل سبل السياسة للتعامل معهم

حتى ثار سليمان الأعرابي حاكم برشلونة ومعه الحسين بن يحيى الأنصاري زعيم سرقسطة على الداخل، فأرسل جيشًا بقيادة ثعلبة بن عبيد الجذامي، فهزموا جيش الداخل وأسروا ثعلبة، وأرسلوا إلى شارلمان ملك الفرنجة المعروف في المراجع العربية باسم قارلة، يدعوه للتحالف معهم. فعبر بجيشه جبال البرانس، وأغار على البشكنس في بنبلونة. ثم أنه طمع في سرقسطة، فسار إليها، فاستقبله الأعرابي، إلا أن الحسين بن يحيى وأهل المدينة أبَوّ إلا أن يقاوموه، ولم يسلموا له.

حاصر شارلمان المدينة، لكنه لم يقدر على فتحها،كما وصلته الاخبار بقدوم جيش أندلسي لمواجهته فرجع إلى بلده وأخذ الأعرابي معه أسيرًا لأنه ورّطه في ذلك الأمر. وفي طريق عودته، دبر ابنا سليمان وحلفاؤهم من البشكنس كمينًا دمروا به مؤخرة جيش شارلمان في معركة باب الشرزي، واستطاعوا تحرير الأعرابي والفرار به، إلا أن الحسين بن يحيى ما لبث أن ترصد للأعرابي وقتله بعد ذلك بفترة قصيرة.

ومن هنا خاف شارلمان من مواجهة الداخل ودولة الاندلس مرة أخرى فالداخل يملك دولة كبيرة وجيش قوي فقام بعد ذلك بعمل علاقات دبلوماسية مع الأندلس والممالك المسيحية في شمال الاندلس وحتى يضمن امن بلاده حاول عمل منطقة عازلة بين الأندلس وفرنسا ووجد ضالته في إقليم كتالونيا وسعوا لتأسيس إمارة مسيحية فيه لكن كانت برشلونة هي الخطوة الأخيرة لاكتمال المشروع وهذا ما حدث في عهد الحكم الاول الاندلسي فسيطرت القوات المسيحية على برشلونة بعد حصار دام اشهر وفشلت محاولات المسلمين في استعادتها بعد ذلك لتصبح فيما بعد ثغر على الاندلس سعت فرنسا وبكل قوتها لجعلها موقع حصين على المسلمين ومع الوقت انفصلت كتالونيا عن فرنسا ثم أصبح مركز مملكة ارجون التي دمرت غرناطة ومحت وجود الاسلام من الأندلس

وحتى الآن إقليم كتالونيا يطالب بالانفصال عن اسبانيا وحتى الآن الحكومة في إسبانيا تحاول منع ذلك بكل قوتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى