كتابنا

احمدالشريف يكتب:نبوءة الغراب بزوال الكيان

 

احمدالشريف يكتب:نبوءة الغراب بزوال الكيان

 

قبل فترة ليست بطويلة من حدوث عملية طوفان الأقصى يوم 7أكتوبر من العام الماضي 2023م حط غراب أسود على سارية في تل أبيب كان يعتليها العلم الصهيوني الذي تتوسطه ما يعرف بنجمة داوود ذات الأركان الستة

 

وظل الغراب ينقر بمنقاره في العلم حتى أسقطه من على السارية إلى الأرض فسبب ذلك انزعاجاً كبيراً في أوساط الكيان الصهيوني خاصة بين رجال الدين (الحاخامات) واعتبروا ذلك نذير شؤم لزوال كيانهم اللقيط للمرة الثالثة قبل أن يبلغ عمره الثمانون عاماً كما هو مثبت عندهم في كتبهم الدينية أو ما يسمونه بالخراب الثالث أسوة بما حدث لهم مرتين عبر التاريخ حيث لم يكن يعمر كيانهم وسيطرتهم الثمانون عاماً، وعندما قامت المقاومة الفلسطينية بعمليتها البطولية الشهيرة التي أطلقت عليها: طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023م تأكد لقادة الكيان الصهيوني ورجال الدين فيه بل وازدادوا يقيناً بأن ما قام به الغراب هو نذير شؤم فعلا بالنسبة لهم ولم يكن من باب الصدفة وهو ما جعل الحاخامات يعودون للوقوف أمام ما حدث لهم عبر التاريخ من زوال كيانين بنفس العمر وإنهاء سيطرتهم التي كانوا يفرضونها على الغير ويمارسون من خلالها ضدهم أشد أنواع الظلم والاستبداد مدعين أنهم أحق بقيادة العالم كما يحدث حالياً عندما أتيحت لهم الفرصة للسيطرة الاقتصادية والإعلامية عالمياً وتسخير الدول الكبرى وخاصة أمريكا وبريطانيا والدول الأوروبية لخدمتهم والدفاع عنهم وتقديم الدعم غير المحدود لهم عسكرياً ومادياً ليس حباً فيهم وإنما خوفاً منهم في حالة تعرضهم لهزيمة فيعودون اليهم من المكان الذي تم تجميعهم فيه فيثيرون لبلدانهم وشعوبهم المشاكل والفتن من جديد كما كانوا يفعلون أثناء تواجدهم فيها قبل ذهابهم إلى فلسطين وإعلان كيانهم في 15 مايو عام 1948م بقرار أممي وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق فكانت ردة الفعل على عملية طوفان الأقصى من قبل قادة هذا الكيان اللعين هي القيام بتدمير قطاع غزة بالكامل وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب قديماً وحديثاً حيث وصلت نسبة الضحايا من الشيوخ والنساء والأطفال إلى أكثر من سبعين في المائة، ومع أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة كانت وما تزال تنقل على الهواء مباشرة هذه الجرائم التي يندى لها الجبين إلا أن العالم في أغلبه لم تهتز له شعرة خاصة ما بلغ من قساوة في قلوب حكام الدول العربية والإسلامية المعنية أكثر من غيرها بقضية فلسطين كونها قضية إسلامية ويوجد فيها المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وانتقلت هذه القساوة إلى قلوب شعوبهم إلا القليل منهم ، وذلك خوفاً من السيدة أمريكا التي كان لها الفضل في إيصال حكام هذه الدول إلى كراسي الحكم وتمارس عليهم ضغوطاً للوقوف على الحياد بل وإجبار بعض الأنظمة العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب إسرائيل وتقديم الدعم لها كما تفعل السعودية والإمارات وتركيا، وفي حالة وقوفهم إلى جانب قضية فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية في غزة ستكون أمريكا وبريطانيا هما أول من يتحول إلى أعداء لهذه الأنظمة كما يحدث مع اليمن حيث تقوم أمريكا وبريطانيا بالاعتداء عليه وقصف عدد من مناطقه بالقنابل والصواريخ من الجو والبحر لأنه أعلن موقفه الصريح والواضح كواجب ديني وقومي إلى جانب الأشقاء في فلسطين قولاً وفعلاً فقد دخل في مواجهة مباشرة مع ثلاثي الشر العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وهذا ما لم يحدث من قبل حيث لم تجرؤ أي دولة مهما بلغت قوتها على أن تواجه أو تقاوم هذا الثلاثي الشرير والذي يقوم أيضاً بالاعتداء على حزب الله في لبنان والمقاومة الوطنية في العراق لأنهم أيضاً وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة ودخلوا في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني ويهددون إيران كونها الداعم الأول لقضية فلسطين.

كم هو مؤسف أن نشاهد الشعوب الأوروبية والغربية بما في ذلك أمريكا عدو العرب الأول تنتفض ضد أنظمتها وتستنكر دعمها للكيان الصهيوني لاسيما طلبة الجامعات المعتصمين داخلها ولم تثنيهم الاعتقالات وتهديدهم بالطرد وحرمانهم من مواصلة تعليمهم أو تدفع بهم للتخلي عن موقفهم المناصر للقضية الفلسطينية ومطالبتهم بالوقف الفوري للحرب في غزة وقد رفع طلبة الجامعات الأمريكية في عدد من الولايات الذين مضى على اعتصامهم داخل ساحات الجامعات اكثر من أسبوع شعار: نتنياهو يقتل وأمريكا تدفع، أما في العالمين العربي والإسلامي فيبدو أن الحُكام والشعوب قد اعتادوا على مشاهد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق الأبرياء من السكان المدنيين في غزة وفي الضفة الغربية ولم تعد تستثيرهم هذه الدماء الزكية التي تراق يومياً على مدار الساعة لدرجة أن تلك الشعوب التي تحمست مع بداية العدوان البربري على غزة وانفعلت وكانت تخرج في مظاهرات في الشوارع اختفت تماماً وصمتت كما صمت حُكامها وهو أمر غريب وعجيب يدعو إلى التساؤل والوقوف أمامه طويلاً وصولاً إلى معرفة حقيقة هذا التخاذل العربي والإسلامي في أغلبية الشعوب العربية والإسلامية خاصة المجاورة لفلسطين والتي تربطها بها حدود برية وبحرية وتستطيع أن تقوم بدور مهم يخفف عن أبناء غزة مأساتهم، ولكنهم على ما يبدو منتظرين اللحظة التي يزف فيها اليهم الجيش الصهيوني هزيمة المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس لأنهم يعتقدون أن انتصار المقاومة قد ينتج عنه قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وهذا مالا يرغب فيه العرب خاصة المطبعون مع الكيان ويعتبرون إقامة الدولة الفلسطينية خطراً عليهم كونها ستكون سنداً لمحور المقاومة وتضعف الكيان الإسرائيلي الذي يراهنون عليه بأنه سيشكل خط الدفاع الأول عن أنظمتهم وبقاءهم في الحكم وهي مراهنة خاسرة على كيان عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه وتحقيق أياً من أهدافه المُعلنة التي اقترنت بشن الحرب الظالمة على قطاع غزة رغم مرور ما يقارب سبعة أشهر وهذه الحرب اللعينة لم تتوقف ساعة واحدة، ورغم تلقيه الدعم السخي عسكرياً ومادياً من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية الدول الأوروبية الخاضعة للإرادة الأمريكية وغيرها من الدول من قارات أخرى ككندا واستراليا إلا أنه لم يحصد سوى الفشل فكيف سيدافع عن دول عربية تراهن عليه للحفاظ على كراسي حكامها وحمايتهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى