مرأه بدوية

فاطمة اليشرطية: رمز التصوف والإنسانية

فاطمة اليشرطية، الشخصية الفذة في عالم التصوف، عاشت حياة ملؤها العطاء والتفاني في العبادة والتأمل. لم تكن مجرد امرأة تقتصر على الروحانيات، بل كانت مثالاً للمرأة المتعلمة، المتواصلة مع مجتمعها، والمنغمسة في الثقافة والفنون الراقية.

من هي فاطمة اليشرطية

رغم انغماسها في الواجبات الدينية، كانت فاطمة دائماً ما تجد الوقت للاهتمام بمشاكل الناس، وتسعى جاهدة لتخفيف آلامهم. كانت تتمتع بقلب كبير وروح متواضعة، تعامل الصغار والكبار على حد سواء، وتشارك معرفتها بسخاء، معترفة بحدود معرفتها ومتعطشة للتعلم.

ابنة الشيخ علي نور الدين اليشرطي، الشخصية البارزة في الطريقة الشاذلية، وُلدت في عكا في نهاية القرن التاسع عشر. نشأت فاطمة على يد والدها، مستقية منه مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وظلت متمسكة بتعاليمه حتى بعد وفاته، محاولة السير على خطاه وخطى السلف الصالح.

تركت فاطمة إرثاً ثرياً من المؤلفات الدينية والسيرة الذاتية، تبرز فيها فلسفتها العميقة حول الشكر الصوفي، الذي لا يقتصر على القول بل يتجلى في الأعمال الصالحة التي تقدم للآخرين. كما كانت تؤمن بأن الشكر الحقيقي يكمن في العمل والإسهام في خدمة الإنسانية.

في سيرتها الذاتية، تظهر فاطمة حبها لوطنها وأمتها. وتعبر عن حنينها للأيام التي كانت تحلم فيها بقيام دولة عربية إسلامية موحدة. كانت تقدر الفن وتعشق صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. كما كانت تحرص على حضور الفعاليات الثقافية، مؤمنة بأن الفن والدين لا يتعارضان ما دام الإنسان ملتزماً بواجباته الدينية.

بعد الحرب العالمية الأولى. وعودتها من دمشق إلى عكا، أصبحت فاطمة محط أنظار العلماء والمفكرين. واكتسبت شهرة واسعة كرمز للإيمان والتصوف والرأي السديد. كانت تعرف بحضورها الهادئ والمشع. وكانت قادرة على مناقشة قضايا العصر بحكمة وعمق، حتى في سن الشيخوخة.

فاطمة اليشرطية، العالمة المتصوفة. تركت بصمة لا تنسى في قلوب كل من عرفها. وأصبحت مثالاً يحتذى به في الإنسانية والعلم والروحانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى