ابن جزلة: من نصراني إلى علم الطب الإسلامي ومؤلفات خالدة
ابن جزلة في مدينة بغداد العراقية، وُلِد الطبيب المعروف أبو علي يحيى بن عيسى بن علي، المشهور بابن جزلة. بدأ حياته كنصراني قبل أن يعتنق الإسلام. ألّف العديد من المؤلفات الهامة، ومن بينها “تقويم الأبدان في تدبير الإنسان”، الذي نظم فيه الأمراض بترتيب معين. كما ترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية في العام 1280م. وطبع في مدينة ستراسبورغ عام 1532م، بينما طبع النص الأصلي بالعربية في مصر عام 1925م. من بين مؤلفاته أيضًا كتاب “منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان”. الذي جمع فيه معلومات عن الأعشاب والأدوية، وقدمه كهدية للخليفة المقتدي بالله.
من هو ابن جزلة
وفقًا لما ذكره ابن أبي أصيبعة في كتابه “عيون الأنباء في طبقات الأطباء”، فإن يحيى بن عيسى بن علي بن جزلة كان من الأعلام في عصر الخليفة المقتدي بأمر الله. وقد أثرى المكتبة الطبية بالعديد من المؤلفات التي حملت اسمه. كان معروفًا بمهارته في الطب وممارسته له، وكان تلميذًا لأبي الحسن سعيد بن هبة الله. كما كان لابن جزلة اهتمام بعلم الأدب، وكان يتمتع بخط جميل ومميز. بعد اعتناقه الإسلام، ألّف رسالة في الرد على النصارى وقدمها إلى إليا القس. من بين مؤلفاته الأخرى كتاب “تقويم الأبدان” و”منهاج البيان” و”الإشارة في تلخيص العبارة”. والتي خصصت للخليفة المقتدي بأمر الله، بالإضافة إلى رسائل في مدح الطب وتوافقه مع الشريعة والرد على منتقديه.
وفي “وفيات الأعيان” لابن خلكان، يذكر أبو علي يحيى بن جزلة كصاحب كتاب “المنهاج”، الذي نظمه حسب الحروف الأبجدية وجمع فيه معلومات واسعة عن الأعشاب والأدوية. بعد تحوله إلى الإسلام، كتب رسالة تناول فيها النصارى. وأوضح فيها مزايا الإسلام كدين حق، مستشهدًا بما وجده في التوراة والإنجيل عن ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما تطرق فيها إلى نقد اليهود والنصارى. وتعد هذه الرسالة من الأعمال المتقنة التي قرئت عليه في ذي الحجة سنة 485هـ. ويُذكر أن سبب إسلامه يعود إلى تأثره بأبي علي ابن الوليد المعتزلي، الذي كان يقرأ عليه ويدعوه إلى الإسلام بالأدلة الواضحة حتى هداه الله.
وقد ألّف ابن جزلة العديد من الكتب للإمام المقتدي بأمر الله، منها “تقويم الأبدان” و”منهاج البيان” و”الإشارة في تلخيص العبارة”، بالإضافة إلى رسائل في مدح الطب وتوافقه مع الشريعة. وقد كان من الشخصيات البارزة في مجال الطب وممارسته. وقبل وفاته، وهب مكتبته الشخصية لمشهد أبي حنيفة. وذلك في سنة 493هـ. ويذكر في كتاب “البستان الجامع لتواريخ الزمان” أن ابن جزلة توفي في سنة 493هـ، في أواخر شعبان، وفقًا لما نقله ابن النجار في “تاريخ بغداد”. ويُضاف إلى ذلك أن إسلامه كان في سنة 466هـ، في يوم الثلاثاء الحادي عشر من جمادى الآخر، رحمه الله تعالى.