تاريخ ومزارات

روعة التاريخ الإسلامي: جامع الزيتونة بتونس

في قلب تونس الغنّاء، حيث تتراقص أغصان الزيتون على نسمات البحر المتوسط. يقف شامخًا جامع الزيتونة. كما كان شاهدًا على عراقة المنطقة وغناها الثقافي. يُروى أن الجامع استمد اسمه من الطبيعة الخضراء المحيطة. حيث تعانق أشجار الزيتون السماء. وقيل أيضًا أن شجرة زيتون معمّرة كانت السبب وراء تسميته.

تاريخ جامع الزيتونة بتونس

يعد جامع الزيتونة معلمًا بارزًا في فن العمارة الإسلامية بتونس. كما يمثّل قلب المدينة النابض، محاطًا بأسواقها وأحيائها العامرة. تأسس المسجد على يد القائد الإسلامي حسان بن النعمان في العام 80 هجريًا، وشهد إعادة بناء على يد عبيد الله بن الحبحاب في العام 730 ميلاديًا. ومنذ ذلك الحين، صار جامع الزيتونة رمزًا للعلم والدين في العالم الإسلامي، وأصبح مثالًا يحتذى به في فن العمارة الأغلبي.

على مر العصور، حافظ الجامع على ملامحه الأصيلة، مع بعض التعديلات التي أضافت إلى جماله دون أن تغيّر من هويته. كما يتميز بصحنه الواسع الذي يستقبل الزوار من مداخل متعددة، وبيت الصلاة المدعوم بأعمدة رخامية شاهقة. وفي العام 864 ميلاديًا، أُضيفت إليه قبة فريدة تشبه قبة الصخرة، تتألق بنوافذها المتعددة وتصميمها الفريد الذي يُعبر عن الفن المعماري المميز للمغرب العربي وشمال إفريقيا.

بهذه الأشجار الزيتون القديمة، يبدو جامع الزيتونة في تونس كأنه حكايةٌ تروى عبر العصور. كما يحمل في جدرانه أسرار العلم والتاريخ، ويعكس جمال العمارة الإسلامية. إنه مكانٌ يجمع بين الروحانية والفن، حيث يتواصل الزائر مع الماضي والحاضر في آنٍ واحد.

في كل زاوية منه، تتجلى الحكايات والأساطير، وتتناغم الألوان والأشكال. إنه مكانٌ يستحضر الصلاة والتأمل، حيث يلتقي الإنسان بالله وبتاريخه العريق. وعلى أرضه، يتبادل الناس الأفكار والأحاديث. وتتداخل الثقافات واللغات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى