قصر الأحمدي: جوهرة منسية في ذاكرة الكويت

أسماء صبحي – في قلب صحراء الجهراء الهادئة، يقف قصر الأحمدي كأحد الشواهد التاريخية التي طواها النسيان رغم ما تحمله جدرانه من قصص عن الماضي الكويتي العريق. وهذا القصر، الذي لا يعرف عنه الكثيرون، يعد من أقدم البُنى المعمارية في المنطقة ويشكّل جزءاً هاماً من التراث المحلي الذي يحتاج إلى إعادة اكتشاف.
تاريخ قصر الأحمدي
شيد القصر في بدايات القرن العشرين، ويُرجّح أنه بُني في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، حاكم الكويت في تلك الفترة. ليكون استراحة ومركزاً لمتابعة الشؤون الزراعية والبيئية في منطقة الجهراء، التي كانت تعد رئة زراعية للكويت قبل الطفرة النفطية. كما كان القصر مكاناً للراحة خلال مواسم الصيد التقليدية، التي اشتهر بها أهل الكويت.
بني القصر من الطين والجص وخشب الساج، وتمتاز جدرانه بالسماكة العالية لتوفير البرودة في الصيف. كما تزين نوافذه نقوش يدوية، وتعد أبوابه الخشبية المنحوتة مثالاً حياً على الحرفية الكويتية التقليدية. ويحتوي القصر على ساحة مركزية تحيط بها غرف، بالإضافة إلى بئر مياه وحديقة داخلية كانت تزرع بالخضروات والنخيل.
أهمية الموقع جغرافياً وثقافياً
وتقول الدكتورة مريم الفضلي، الباحثة في التراث الكويتي، إن قصر الأحمدي ليس مجرد مبنى قديم، بل وثيقة حية عن حياة الحكام الكويتيين خارج المدينة. وللأسف، لا يزال مهملاً رغم قيمته التاريخية والمعمارية. كما يشكل ترميمه إضافة نوعية للهوية الثقافية في الكويت.
يقع القصر في منطقة استراتيجية وسط الجهراء، التي كانت تشكّل نقطة تواصل بين المدينة والبادية. ويجعل هذا الموقع المميز منه مرشحاً مثالياً ليكون متحفاً أو مركزاً للأنشطة التراثية في المستقبل. خاصةً مع التوجه الحكومي لإحياء المناطق التاريخية.