تاريخ ومزارات

التحول الفكري المثير لأبي الحسن الأشعري: من المعتزلة إلى مؤسس الأشعرية

ولد أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري في البصرة، العراق.  وهو من نسل أبي موسى الأشعري. أحد القضاة في حادثة صفين. منذ صغره، انخرط في تعاليم المعتزلة. وتتلمذ على يد الجبائي. واحد من أبرز أئمة هذا الفكر. حتى أتم الأربعين من عمره.

من هو أبي الحسن الأشعري

بعد أن بلغ الأربعين، اعتكف في منزله لمدة خمسة عشر يومًا، ثم ظهر في مسجد البصرة معلنًا تحوله الفكري الجذري. قال: “من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، أعرفه بنفسي. أنا الذي كنت أقول بخلق القرآن وأن الله لا تراه الأبصار، وأنني فاعل أفعال الشر. والآن، أنا تائب معتقد بالرد على المعتزلة، مستعد لكشف أخطائهم وعيوبهم.”

ربما كان الدافع وراء هذا التحول الكبير للأشعري هو ما شهده من انقسامات بين المسلمين، انقسامات قد تهدد وجود الإسلام نفسه. وكمسلم تقي. خشي على دين الله وسنة رسوله من أن يتم التضحية بهما على يد المعتزلة. لذا، اتخذ موقفًا وسطًا بين العقلانيين والنصيين، سعيًا لإنقاذ الإسلام وكسب رضا الأغلبية. شعر بأن الإسلام قد يصبح ضحية للمعتزلة ومنهجهم العقلاني من جهة، وضحية للمحدثين والمشبهة، الذين يتمسكون بالنص الحرفي دون روحه، مما قد يؤدي إلى جمود الدين وتحجره، وهو ما لا يرضي العقل ولا يغذي العاطفة الدينية.

أبي الحسن الأشعري، لم يقتصر الأشعري على تأسيس مذهب معتدل يُعرف بالأشعرية فحسب، بل دافع عنه بشراسة وألف نحو تسعين مؤلفًا لنشره والدفاع عنه. وقد نسب إليه تلاميذه ما يقرب من ثلاثمائة كتاب حول هذا الموضوع.

أثرى الأشعري الأدب الإسلامي بمؤلفات في الجدل وتفسير القرآن والشريعة. فقد رد على أرسطو في كتابي “السماء والعالم” و”الآثار العلوية”، وتصدى لأصحاب التناسخ والدهرية والمجوس والمشبهة والخوارج وغيرهم من الفرق الإسلامية. ولكن، كانت أبرز مواجهاته الفكرية ضد المعتزلة، حيث رد على معلمه الجبائي وعلى البلخي والاسكافي وأبي الهذيل، وحتى على نفسه في أيامه كمعتزلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى