تاريخ ومزارات
الملك “دن”.. قائد أول حملة فرعونية ضد بدو سيناء
أسماء صبحي
لقد بدأ عهد الملك “دن” بفترة حكمت فيها “مريت نيت” كوصية على العرش، وساندت سلطة كبار الموظفين ودعمتها، مما اضطر “دن” على ما يبدو إلى الحد من هذا السلطان.
ويتضح أن الملك الجديد قد نهج منذ وقت مبكر سياسة عنيفة في علاقاته مع الشرق الأدنى، فقاد حملة آسيوية في السنة الأولى من حكمه وعاد منها – على ما يظن – بحريم من الأسيرات فكان خير سلف لأمنحوتب الثالث في هذا الشأن، وجاء اختيار اسمه ال “نيسو بيتي ” وهو لقبه بصفته ملك الوجهين القبلي والبحري متأثراً على ما يفترض بهذا النشاط الحربي إلى جانب حملته ضد بدو سيناء.
فترة حكمه
وإلى جانب ذلك فهو أول ملوك مصر الذين أضافوا هذا اللقب الثالث الي مجموعة ألقابهم، وربما جاء ذلك تعبيراً عن سياسة داخلية نشطة جاءت ترجمتها الملموسة في تشييد القلاع والحصون والاحتفالات المكرسة للإلهين “أتوم” و “أبيس”.
ويلاحظ أنه رغم السياسة العنيفة التي سلكها مع أعداءه، إلا أنه انتهج سياسة المصالحة مع شمال البلاد وترجم هذه السياسة إلى خطوات عملية، حيث أنشأ وظيفة “حامل أختام الشمال” وقد تم الكشف عن مقبرة “حماكا” صاحب هذا اللقب في سقارة.
كذلك كشفت الحفائر التي أجريت في المقبرة التي شيدها الملك “دن” في ابيدوس عن استخدام الجرانيت لتبليط أرضية المقبرة، وهو أول مثال معروف عن استخدام الحجر في عناصر معمارية كانت تعتمد على الطوب اللبن فحسب حتى ذلك الوقت.
