حكايات وأساطير باب زويلة.. بوابة “المتولي” صاحب الكرامات وبوابات البركة والفساد
أميرة جادو
تم افتتاح “شارع المعز” في منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية، ليكون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية. ومع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية في مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من “باب زويلة” جنوباً وحتى “باب الفتوح” شمالاً في موازاة الخليج. كما أطلق عليه “الشارع الأعظم”. وفي مرحلة لاحقة قصبة القاهرة،وقسم المدينة قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسي والروحي للمدينة.
باب زويلة أهم أبواب القاهرة
في هذا الإطار، كشف الخبير الأثري الدكتور “عبد الرحيم ريحان”.. أن باب زويله من أهم معالم شارع المعز في القاهرة الفاطمية. حيث يقع “باب زويلة” فى نهاية شارع المعز لدين الله من الجهة الجنوبية في مواجهة جامع الصالح طلائع.
وأضاف “ريحان”، أن “باب زويله” كان واحداً من أهم الأبواب التي بنيت على سور القاهرة القديمة. وقد اختار موضعه القائد الفاطمي جوهر الصقلي، مؤسس مدينة القاهرة. عند زاوية كانت تسمى زاوية سام بن نوح، بالقرب من منطقة سبيل العقادين القائم على رأس حارة تسمى بـ”حارة الروم”. قبل أن يتم بناءه بصورته الحالية الأمير بدر الجمالي في عام 485 هجرية.
سبب تسمية باب زويلة
كما لفت “ريحان”، إلى أن تعود التسمية “زويله” لكونه الباب الذي يؤدي بالقوافل المتجهة غربا نحو “مدينة زويلة” في عمق الصحراء الليبية. وأيضا يوجد قبله باب محصن بنفس الاسم “باب زويلة” في مدينة المهدية في تونس. حيث كانت مدينة زويلة في القديم على طريق مدن القوافل وأحد مراكز التجارة مع أفريقيا.
علاقة باب زويلة بقبيلة تونسية
وأردف “ريحان”، كما فيقال إن اسم “زويلة” نسبة الى “قبيلة زويلة” التونسية التي جاءت مع المعز لدين الله الفاطمي. ومع هذه القبيلة جاء منجمين مغاربة و كانوا يتشاورون مع بعضهم البعض للنظر في الكواكب و تحديد افضل موعد لبناء صور مدينة المعز وكانوا يعلقون جرسا في حبل ليعلنوا بدء العمل. فبينما يتشاورون جاء طائر و قام بتحريك الحبل المعلق فدقت الاجراس وانطلق العمل وكان في تلك الساعة المريخ في صعود وأحد أسماء المريخ “القاهر” فسميت المدينة بالقاهرة .
بوابة المتولي
وفي السياق ذاته ، أوصح “الخبير الأثري”، أن زويلة أو بوابة المتولي يرتبط بالعديد من القصص والحكايات وللأساطير. كما تناقلها المصريون فيما بينهم عن هذه البوابة التاريخية. ومنها أن باب زويلة عرف على المستوى الشعبي بـ “بوابة المتولي” و لهذا الاسم اصوله التاريخية.
سبب تسمية بوابة المتولي
أشار “الخبير الأثري”، إلى أن البعض يقول إنه يرجع الى “المتولي” أو “متولي الحسبة”. والذي كان يجلس بجوار الباب لتحصيل رسوم الدخول للقاهرة. كما أنه صاحب كرامات فيقولون إنه يصلي في مكة ويعود في نفس اليوم لحراسة باب زويلة. كما أن هناك من يقول إنه نسبة إلى والي القاهرة الذي كان يجلس على باب زويلة ليتعرف على شكاوي وأحوال العامة من الناس.
أساطير باب زويلة.. بوابة البركة
واستطرد “الخبير الأثري”، أن هناك عدد من الاساطير التي اطلقت على “باب زويلة”. منها أن هناك بوابتين للدخول من باب زويلة. بابا كان قد دخل منه المعز و يؤدي الى الجامع. و كان القاهريون يفضلونه فكانوا يعتقدون انه بابا مباركا و ان العانس لو مرت به تتزوج و العاقر لو مرت به تنجب. حيث كانت النساء تعلق خيوطا في مسامير الباب طلبا للانجاب. و اما الباب الثاني فيؤدي الى حوانيت بيع و صنع الدفوف و آلات الموسيقى. كما كان الاعتقاد السائد ان من يدخل منه فلن يفلح و سينشغل بالعبث والمجون.