حروب النوبة في عصر الأسرة الحادية عشرة
أسماء صبحي
بعد موت “بيبي الثاني” لم تستمر سيادة مصر على النوبة السفلية. وضاعت ممتلكاتها في الجنوب لفترة ما بين نهاية الأسرة السادسة وبداية الأسرة الرابعة عشرة. وما إن بدأت مصر تقضي على فوضي عصر الانتقال الأول وتعيد وحدة القطرين. حتي وجهت اهتمامها نحو النوبة، وهناك ما يشير إلى نشاط عسكري في النوبة إبان النصف الثاني من عصر الأسرة الحادية عشرة.
وحاول الملك “منتوحتب الثاني” استعادة ما كان بمصر من نفوذ في النوبة. ولكن ظلت النوبة مستقلة رغم إقدام مصر على فتح بعض المناطق مثل “أبو بلاص”. هذا إلى جانب الحملات التي قادها “خيتي” الذي عهد إليه منتوحتب بمهمة الإشراف على البلدان الجنوبية. وقد وصلتنا أخبار حملتين من هذه الحملات.
حروب النوبة
يذكر أن الأولى كانت في العام التاسع والعشرين من حكم منتوحتب الثاني. في حين كانت الأخرى في العام الحادي والثلاثين، فمكنتا المصريين من الوصول إلي بلاد “واوات”. كما يبدو أنه كان هناك بعض القلائل في إتمام الوحدة بين الشمال والجنوب، ويتضح ذلك في نقش جداري من الحجر الجيري عثر عليه في دندرة. ويصور الملك وهو يقمع عدوًا لا نراه ولكن نرى رمز الشمال، وهو نبات البردي. كما نرى في الأسفل العلامة الدالة علي الوحدة بين الشمال والجنوب.
وتضمنت أيضا مقصورة دندرة الموجودة حاليًا بالمتحف المصري تحت رقم 46068 نصًا ورد به إشارة إلى الملك. باعتباره ضارب الأراضي الشرقية، وصارع الأقاليم، وواطئ الصحراء، ومستعبد النوبيين و”المجاي” و “الواوات” و “التمحو” و الاسيويين.
السيطرة على النوبة
كذلك فقد استطاع “منتوحتب الثالث” أن يستعيد السيطرة علي النوبة السفلية. فجهز في العام الرابع من حكمه حملة تتكون ثلاثة آلاف رجل وضعوا تحت قيادة ضابط يدعي “حننو”. وقد كان يفتخر هذا الضابط بجنوده الذين يصرف لكل واحد منهم عشرين رغيفًا وقدرتين من الماء كمئونة يوميًا.
وقد خرجت هذه الحملة من “كوبتوس” التابعة لمركز قنا متجهة إلى وادي “جاسوس”. وأثناء سيرها قامت بحفر اثني عشر بئرًا لتأمين إمدادات المياه اللازمة للحملات. وأبحرت الحملة إلى بلاد بونت وعادت محملة بالخيرات. وتوجد في “كونوسو” لوحة تذكر أن الملك غزا ما يزيد على ثلاث عشرة قبيلة.