“نابليون الأسود”.. شاكا زولو قائد أفريقي وحد قبائل جنوب أفريقيا وأعدم جميع النساء الحوامل
أميرة جادو
“شاكا زولو” وصفه البعض بـ”نابليون الأسود” فهو لم يكن قائدا عادياً، بل كان عبقري تمكن من توحيد قبائل جنوب أفريقيا وبناء إمبراطورية لا مثيل لها، علاوة على أنه جمع تناقضات كانت سبباً في تخليد اسمه حتى يومنا هذا، ورغم انقضاء قرابة قرنين على وفاته، لا يزال التاريخ يذكره كـ “أعظم قائد” خرج من أفريقيا.
شخصية شاكا زولو
ولا تخلو شخصية “زولو” من الجاذبية على ما فيها من وحشية وتعطش للدماء، بحسب ما ذكره موقع “ذا كولكتور” الكندي المختص في التاريخ.
ويرجع الفضل لـ “زولو” في تحويل قبائل الزولو من مجرد تنظيمات قبلية إلى أمة تسيطر على معظم مناطق جنوب أفريقيا الممتدة بين نهري بونغول وزيمخولو، كما اشتهر على نطاق واسع بمهارته العسكرية العالية، وميله للتدمير.
وتصنّفه “الموسوعة البريطانية” باعتباره عسكريا عبقريا اشتهر بإصلاحاته وابتكاراته في المجال العسكري. وتجعله فطنته السياسية والعسكرية، وقوته وحماسه لاستيعاب جيرانه ضمن نطاق حكمه، وطريقته في الحكم بالوكالة أحد أعظم زعماء الزولو على الإطلاق.
نشأة شاكا زولو
ولد “شاكا زولو” من علاقة غير شرعية بين امرأة تدعى “ناندي” وزعيم قبيلة الزولو المدعو “سينزانغاخونا كيجاما”.
في البداية رفض والد “زولو” الاعتراف لكن عمه ضغط عليه للاعتراف بأن الطفل هو طفله، ورضخ “الأمير سينزانغاخونا”. واعترف بأنه الأب وجعل ناندي زوجته الثالثة. إلا أن “شاكا” ووالدته لم يكونا محل ترحيب من قبل أبناء الملك الآخرين.
وللاعتراض على هذا الوضع غادر “شاكا” إلى عشيرة أخرى ليصبح محارباً مغواراً لا يشق له غبار. وعقب وفاة والده سينزانغاخونا كيجاما”. خلفه أخوه غير الشقيق، إلا أن حكمه لم يدم طويلاً.
كما نجح “شاكا” في تشكيل تحالفات قوية ومتينة في المنطقة بذكائه وقوته. وتلقى دعماً عسكرياً من الملك “دينجيسوايو” زعيم إمبراطورية “متثيثوا” الأفريقية المجاورة. ليقوم بانقلاب غير دموي على أخيه ويحكم الزولو.
صعود أسطورة شاكا
عندما قتل الملك “دينجيسوايو” صديق شاكا وداعمه على يد أحد أعدائه. جن جنون شاكا وأقسم على الانتقام لمقتله.
وبعد حرب طاحنة تمكن من النصر على قاتل صديقه الذي تمكن من الفرار فيما وقعت والدته في أسر شاكا الذي انتقم منها بطريقة وحشية.إذ حبسها في منزل مع الضباع الجائعة لتنهش لحمها. ثم أحرق المنزل بمن فيه بعد ذلك.
وتمكن شاكا من الانتصار على قاتل الملك في معركة حاسمة عام 1825. رغم تكبد قواته العديد من الخسائر.
وفي عهده لم تعد الزولو مجرد عشيرة تابعة لإحدى الإمبراطوريات بل أصبحت إمبراطورية عبر منطقة واسعة من جنوب أفريقيا.
وهكذا استطاع شاكا أن يشكل مملكة قوية ممتدة من بين نهري بونغول وزيمخولو في جنوب أفريقيا. وحكم قرابة 250 ألف شخص وحشد في حروبه ما يقارب 50 ألف محارب. وهو ما لم يفعله أحد قبله.
وفاة والدته وجنونه
في أكتوبر/تشرين الأول 1827، توفيت والدة شاكا، ناندي. ليصاب شاكا بعدها بالجنون، وتتدهور على إثرها مداركه حيث لم يتردد الأخير في إصدار قرارات مرعبة تسببت في مقتل عدد كبير من سكان مملكته. فأقدم على إعدام المئات من الذين حضروا جنازة والدته بعد اتهامهم بتقليل الاحترام.
وأمر قائد الزولو بقتل عدد هائل من الخدم والحرّاس ليدفنوا إلى جانب أمه من أجل مرافقتها لخدمتها وتلبية حاجياتها بالعالم الآخر.
إعدام جميع النساء الحوامل
ولم تتوقف غرائب شاكا عقب وفاة والدته عند هذا الحد، بل أمر بعدم زراعة القمح. ومنع إنتاج الحليب واستهلاكه لمدة عام كامل. كما اتجه قائد الزولو إلى تطبيق قانون صارم منع من خلاله الولادات بمملكته وأعدم على إثره جميع النساء الحوامل وأزواجهن. ليتوسع هذا القانون لاحقا ويشمل البقر حيث أكّد شاكا على ضرورة إعدام البقرات الحوامل وصغارها.
وبناء على هذه التصرفات الغريبة. عاشت مملكة الزولو على وقع نقص حاد في الغذاء. مما أدى لتفشي المجاعة وهلاك عشرات الآلاف.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 1828، استغل اثنان من إخوانه غير الأشقاء غياب قوات شاكا عن العاصمة. ليقدما على قتله ووضع حد لفترة حكمه والتي استمرت حوالي 12 سنة.