مقياس النيل..ثاني أقدم الآثار الإسلامية في مصر (صور)
أسماء صبحي
يعد مقياس النيل مبنى ذات قيمة معمارية هامة بحضارة مصر قبل بناء السد العالي، وهو الذي كان يستخدم لقياس نسبة منسوب مياه النهر في قديم الزمان منذ أيام المصريون القدماء، فقد عمل المصريون على تشييد المقاييس في شتي أنحاء البلاد ليتعرفوا على ارتفاع النيل لعلاقته الهامة بري الأراضي وتحصيل الضرائب وخراج الأرض في العام الزراعي المقبل.
ويوجد مقياس النيل بجزيرة الروضة بالقاهرة، ويُعد ثاني أقدم الآثار الإسلامية في مصر بعد جامع عمرو بن العاص، والذي ينسب إلى العصر العباسي في عهد الخليفة العباسي “المتوكل على الله ” والذي يرجع تاريخ إنشاءه إلي سنة (247ه) .
إصلاحات المقياس
ويوجد نقوش وكتابات آثرية في هذا المقياس في الجانب الشمالي والجنوبي وكتابات آثرية بالخط الكوفي، وقد حظي هذا المقياس بنصيب كافٍ من الإصلاحات والتجديدات علي مر العصور نظراً لأهميته في حياة المصريين ومنها:
- إصلاح قام به (أحمد بن طولون) سنة (259ه) ويوجد كتابات في الجانب الجنوبي والغربي تشير إلى هذا الإصلاح .
- وأيضا في عهد الخليفة الفاطمي (المستنصر بالله) سنة (485ه) .
- أقام السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (685_676ه) بإضافة قبة فوق بئر المقياس .
- شهد أيضاً المقياس إصلاحات في العهد العثماني علي يد السلطان (سليم الأول) و (سليمان القانوني) و (سليم الثاني) .
- كذلك أيضا في أثناء وجود الحملة الفرنسية في مصر.
الوصف المعماري لمقياس النيل
يتكون مقياس النيل من حفرة بئر مربعة الشكل مشيدة بأحجار مهذبة، و يتألف البئر من ثلاثة طوابق، الطابق السفلي علي هيئة دائرة يعلوه طابق مربع الشكل والطابق الثالث أكثر اتساعاً من أضلاع المربع الثاني، ويجري حول جدران البئر من الداخل درج يصل إلى القاع، ويتصل المقياس بالنيل من خلال ثلاثة أنفاق يصب ماؤها في البئر من خلال ثلاث فتحات وضعت في الجانب الشرقي حتي يظل الماء ساكناً.
وتعلو هذه الفتحات عقود مدببة ترتكز على أعمدة مدمجة في الجدران ذات تيجان وقواعد ناقوسية، ويقوم في وسط البئر عمود رخامي مدرج ومثمن القطاع يعلوه تاج روماني حفر عليه علامات القياس، ويرتكز هذا العمود على قاعدة من خشب الجميز، ونقش عليه بالخط الكوفي آية قرآنية تعد أقدم الأمثلة للكتابات الأثرية في مصر الإسلامية.