موجات الانتفاضات: تاريخ ثورات الخوارج في العصر العباسي

تعتبر ثورة الخوارج من الظواهر التاريخية المهمة التي شهدها عهد الراشد. ومن بين هذه الثورات كانت ثورة الصحصح في الجزيرة، والتي تعتبر واحدة من أوائل الثورات التي نشأت في هذه الفترة. بدأت هذه الثورة في سنة 170 هـ / 786 م، عندما قاد الخارجيون بقيادة الصحصح انتفاضتهم في منطقة الجزيرة الفراتية.

فيما يتعلق بثورة الصحصح، فقد خرجت هذه الثورة نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تسود المنطقة في ذلك الوقت. وقد تمكن الصحصح وأنصاره من تحقيق انتصارات عسكرية مهمة. بما في ذلك هزيمتهم لقوات الحاكم العباسي في المعارك المتعددة. وبالرغم من محاولات الحاكم الراشد لاخماد هذه الثورة بإرسال قواته العسكرية، إلا أنهم فشلوا في كبح حماس الصحصح وأنصاره.

ومع تقدم الثورة وانتشارها. بدأت تهديدات أخرى تظهر في أنحاء الإمبراطورية العباسية، بما في ذلك ثورة حصين في خراسان. التي اندلعت في سنة 175 هـ / 791 م. وقد أرسل الحاكم العباسي جيوشه لاخماد هذه الثورة، لكن حصين وأنصاره تمكنوا من هزيمة هذه القوات وتحقيق انتصارات مهمة في المعارك.

كما عاشت المنطقة في ذلك الوقت على وقع ثورة أخرى خطيرة، وهي ثورة الوليد الشاري في الجزيرة، التي اندلعت في سنة 178 هـ / 794 م. قاد الوليد الشاري هذه الثورة.ونجح في تحقيق انتصارات مهمة في العديد من المعارك، مما جعل الحاكم العباسي الراشد يرسل قواته لاخماد هذه الثورة بشكل نهائي. وبعد معارك دامية، تمت السيطرة على الثورة، وقتل الوليد الشاري. وهو الحدث الذي أنهى هذه الثورة.

إضافة إلى هذه الثورات، شهد عهد الراشد عدة انتفاضات أخرى للخوارج في مناطق مختلفة، مثل ثورة الفضل الخارجي في نصيبين وثورة حمزة بن أترك في خراسان، وغيرها من الثورات التي تم قمعها بشكل نهائي.

في الختام، يمكن القول إن ثورات الخوارج في عهد الراشد كانت تهديدًا خطيرًا للسلطة العباسية. ورغم محاولات الحاكم الراشد في إخمادها، إلا أن بعضها استمر لفترات طويلة قبل أن يتم القضاء عليه نهائيًا.