تاريخ ومزارات

أصعب معركة في تاريخ الإسلام.. كيف بدأت “كربلاء” وانتهت باستشهاد الحسين؟

أميرة جادو

وقعت معركة كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 للهجرة، حين عبأ عمر بن سعد جيشه استعدادًا لمواجهة الإمام الحسين بن علي وأنصاره، وضع عمر بن سعد عمر بن الحجاج على ميمنته وشمر بن ذي الجوشن على ميسرته، وسعى إلى قطع الماء عن معسكر الحسين قبل المعركة، فمكث أنصاره أيامًا يعانون من العطش الشديد.

معركة كربلاء

عندما التقى الجيشان، بدأ الجيش الأموي يمطر أنصار الحسين بالسهام، فسقط عدد كبير منهم شهداء في اللحظات الأولى، ثم التحم الجيشان في قتال دام ساعة واحدة، قتل خلالها خمسون من أنصار الحسين.

واستمر القتال حتى سقط أنصار الحسين واحدًا تلو الآخر من أقربائه وأهل بيته، حتى لم يبقى في الساحة سوى الحسين والعباس بن علي الذي كان يحمل اللواء.

وعندما حاول العباس الوصول إلى نهر العلقمي لجلب الماء لأخيه، قتل على يد جنود الجيش الأموي، عندها تقدم الإمام الحسين على جواده ليواجه مصيره، فأصيب بسهم في نحره وتتابعت عليه ضربات الرماح والسيوف حتى استشهد رضي الله عنه.

جذور الأحداث

كما تعود جذور معركة كربلاء إلى ما بعد تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة، إذ تنازل الحسن بن علي عن الحكم لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، وتم الصلح بين الطرفين فيما عرف بـ عام الجماعة.

والجدير بالإشارة أن الصلح قد نص على أن تعود الخلافة إلى الشورى بعد وفاة معاوية، ليختار المسلمون خليفتهم كما كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين.

وبعد وفاة الإمام الحسن، ظل الحسين بن علي ملتزمًا ببنود الصلح، بل شارك في غزو القسطنطينية سنة 49 هـ ضمن جيش أرسله معاوية.

غير أن الاضطراب بدأ عندما رشح معاوية ابنه يزيد للخلافة، مخالفًا مبدأ الشورى، فاعتبر الصحابة ذلك توريثًا للحكم، وبدأت الانقسامات السياسية تظهر في الدولة الإسلامية.

رفض البيعة ونهاية المأساة

وبعد وفاة معاوية، أرسل يزيد بن معاوية إلى الحسين يطالبه بالبيعة للخلافة، لكن الحسين رفض وغادر المدينة المنورة سرًا إلى مكة المكرمة واعتصم بها.

ومع وصول أنباء اعتصامه إلى الكوفة، نشأت حركات مؤيدة له، فاشتعلت الأزمة التي انتهت بوقوع معركة كربلاء الدامية.

وفي النهاية، قتل الإمام الحسين بعد أن فصل شمر بن ذي الجوشن رأسه عن جسده، وكان عمره حينها ستة وخمسين عامًا.

والجدير بالذكر لم ينج من المعركة سوى علي الأصغر بن الحسين، الذي حمل النسل الشريف لآل البيت من بعد والده، لتبقى كربلاء رمزًا للتضحية والثبات على الحق في التاريخ الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى