سبيل رقية دودو.. أحد أشهر الأسبلة العثمانية الباقية في القاهرة
أسماء صبحي
يقع سبيل رقية دودو بشارع سوق السلاح، وتم بناء هذا السبيل علي روح المرحومة رقية دودو في عام 1174 م. وهذا ما تم إثباته من خلال الكتابات والنقوش التي توجد علي جدران السبيل و خاصة في واجهته.
من هي رقية دودو
تقول أسماء العزبي، الباحثة في الآثار الإسلامية، إن سبيل رقيى دودو ثالث سبيل باقي إلى الآن بالقاهرة العثمانية. أنشئ لامرأة يقال أنها بنت بدوية شاهين بنت الأمير رضوان بك الذي كان من أمراء المماليك. وذلك على حد قول برس دافين في كتابه عن الفن العربي.
وتبعت: “توفيت رقية في سن صغيرة وأنشأت أمها هذا السبيل على روحها عام 1174 هجرية. ونسب رقية إلى أمها وعدم ذكر أبيها قد يبدو غريباً في المجتمعات العربية. إلا أنه كان شائعاً بين طبقة الأمراء والمماليك، ربما حتى لا تتعرض للأذى نكاية في الأب أو يهدم السبيل من كارهيه وأعدائه. خاصة مع ما تداول عن أبيها من سوء علاقته بالسلطة”.
تصميم سبيل رقية دودو
وأشارت العزبي، إلى أن تخطيط هذا السبيل ينتمي إلى التخطيط العثماني الصرف، ولذي هو عبارة عن مسقط أفقي وواجهة مقوسة. ويتكون السبيل من حجرة مستطيلة في ثلاثة أضلاع بينما الضلع الرابع يأخذ الشكل المقوس فتح فيه ثلاث فتحات معقودة. و تم استغلال تلك الفتحات كشبابيك للتسبيل، يجاورها يمينا مدخل معقود يؤدي إلي السبيل و الكتاب، و يوجد يساراً دخلتين متجاورتين.
وأوضحت الباحثة في الآثار الإسلامية، أن للسبيل ملاحق خفية لم يبق منها سوي حجرة مستطيلة على امتداد مدخل السبيل. واتفق السبيل والكتاب في الكثير من العناصر المعمارية مع أسبلة مجموعته. وخاصة في الداير الرخامي الذي يتقدم الواجهة لوضع كيزان المخصصة للشرب. وكذلك الدخلات المعقودة التي يتوسطها شبابيك التسبيل، وأيضاً المصطبة الدايرة التي تتقدم واجهة السبيل و التي يتم الوقوف عليها من قبل المارة حتي يصعدوا للشرب. وكذلك وجود أكثر من رفرف خشبي يتوج واجهتي السبيل و الكتاب.
واختتمت: “جاء سقف السبيل مشابه لسقف سبيل الشيخ مظهر ذو السدايب الخشبية والزخارف الهندسية و النباتية ذات الطابع العثماني”.



