تعرف على أشهر “جماعات الدم” في التاريخ.. الحشاشين وفرسان المعبد والصهيونية الأكثر دموية
أميرة جادو
شهد العالم العديد من “الجماعات السرية”، على مدار التاريخ الإنساني، التى أثارت الفتن، وسار الجدل بشأن نشأتها وتسببها فى خراب ودمار الكثير من الأنظمة حول العالم، ووجهت إليها أصابع الاتهام فى اندلاع الحروب، وسقوط الإمبراطوريات وسفك دماء الأبرياء.
ويمتلئ التاريخ البشري بالعديد من “جماعات الدم” والكثير من “الفرق الضالة” التي أخذت من الدين ذريعة لعملياتهم الإجرامية. ويبدو أنهم ليسوا مرتبطين بدين معين. لان التطرف والإرهاب ظهر في العديد من الجماعات التي اتخذت الدين لواء لحروبها وجرائمهما. كما كانت عملياتهم أشد جرأة واندفاعا وتهور، وعرف عنهم أيضا التشديد في العبادة.
القرامطة
أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى “الدولة القرمطية” التى انشقت عن الدولة الفاطمية. وقامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا. وكان مقر دولتهم بمحافظة الأحساء الحالية فى شرق السعودية.
ووفقًا لما ذكر في كتاب “تاريخ الدولة الفاطمية” للدكتورة “إيناس محمد البهيجى”، فإن القرامطة طائفة سياسية دينية عرفت بذلك الاسم نسبة إلى أحد دعاتها: حمدان الأشعث الملقب بـ”قرمط”. وكانوا جزءا من الدولة الفاطمية فى البداية، وأرتبطوا معهم بعلاقات وثيقة بادئ الأمر. لكنها انقلبت إلى دموية لاحقا. كما يذكر الكتاب أن القرمطة هم فى الأصل منشقين عن الحركة الإسماعيلية.
واعتقدوا بعودة الإمام “محمد بن إسماعيل” فى صورة “المهدى المنتظر”، وظنوا بأن الإمام عبيد الله المهدى خدعهم، فأوقفوا الدعوة له. كما عارضوا مسألة العصمة. وكان القرامطة يبيحون سفك دماء خصومهم، فأثاروا الرعب والإرهاب فى البصرة والأحواز خلال ثورة الزنج.
الحشاشون
“طائفة سرية” تم تأسيسها على يد الحسن بن الصباح الذي اتخذ من “قلعة آلموت” في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته. كما انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الخامس الهجرى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله. وهم واحدة من أخطر الحركات السرية فى التاريخ الإسلامى.
وبحسب ما جاء في كتاب “حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي: أسرار الباطنية والفرق الخفية”. كان “الصباح” يختار المكان الذي سيلتقي فيه هو وأتباعه والذي ستظهر منه معتقدات الحشاشين ونشاطهم الاغتيالي.
وقد أسس “الصباح” فرقة مكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها “الفدائيون”. ويتم تدريب هذه الفرقة على الأسلحة المعروفة، وبخاصة “الخناجر”. ويتم تعليمهم الاختفاء والسرية. وأن يقتل الفدائي نفسه في حالة الخطر قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم.
فرسان المعبد
هي مجموعة هائلة من المقاتلين المسيحيين المخلصين الذين اشتهروا بمهاراتهم القتالية خلال “عصر القرون الوسطى”. وكان يطلق عليهم “الجنود الفقراء للمسيح” ومعبد سليمان. وكانوا أحد أقوى التنظيمات العسكرية التي تعتنق الفكر المسيحي الغربي. وأكثرها ثراءً ونفوذًا وأحد أبرز ممثلى الاقتصاد المسيحى.
واستمر نشاط هذه المجموعة ما يقارب قرنين من الزمان فى العصور الوسطى. قاتلوا في الحروب الصليبية التي بدأت خلال القرن الحادى عشر. كما تم تكليفهم لاحقًا بحماية المسافرين الأوروبيين الذين يزورون المواقع فى الأرض المقدسة.
كما تم وصفهم بأنهم أقوى جماعة سرية في العصور الوسطى. وهم مجموعة من المحاربين المكرسين لحماية الحجاج المسيحيين في رحلتهم إلى الأراضي المقدسة خلال الحروب الصليبية. وارتبط مصير فرسان الهيكل بشدة بالحملات الصليبية.
وعندما لحقت الهزيمة بالحملات الصليبية في القدس. خسر التنظيم كثيرا من الدعم وشاعت الأقاويل حول الاجتماعات والاحتفالات السرية التي يعقدونها. الأمر الذي أثار الريبة تجاههم.
والجدير بالإشارة أن هذه الجماعة العسكرية تأسست في العام 1118 تقريباً، عندما أنشأ هيوغز دي بانز، وهو فارس فرنسي. جماعة الجنود الفقراء من أتباع المسيح وهيكل سليمان. أو ما يُعرف اختصاراً بجماعة فرسان الهيكل.
الصهيونية
منظمة عالمية، بدأت فى أول الأمر من أعضاء سريين أو معروفين أحياناً حسب طبيعة مكان وزمان ومهام العضو. البدايات الحقيقية للفكر الصهيوني. كما كانت في إنجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط المسيحية البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية. التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطاً لتحقيق عودة “المسيح”.
ويذكر أن هذه المنظمة تأسست كحركة سياسية من قبل الصحفي النمساوي اليهودي “ثيودور هرتزل” في بازل السويسرية سنة 1897 م. بهدف اقامة دولة يهودية في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطينى. ونجحت فى الوصول لمخططها عام 1948. بإعلان دولة الكيان الصهيونى “إسرائيل”.