المزيد

تأثير أم سنان في مواجهة الظلم والاضطهاد في عهد معاوية

 

في عالمنا اليوم، يُعتبر تمثيل القيم الإنسانية والتصرف بالأخلاق الحسنة تحديًا يوميًا. ومن أجل بناء مجتمع يتسم بالتقوى والاستقامة، فإن السير في طريق الصالحات يعتبر أساسيًا. إنَّه عملية تربوية تسهم في تشكيل الشخصية وبناء السلوك الإيجابي. بترسيخ القيم والمبادئ النبيلة.

في عصر التابعين، برزت العديد من قصص النساء الفاضلات اللواتي تركن بصماتهن البارزة في تاريخ الأمة الإسلامية. وقد قام المؤلف والمترجم السوري أحمد خليل جمعة بجهد كبير لتوثيق هذه القصص في كتابه “نساء في عصر التابعين” الصادر عن دار نشر ابن كثير. يركز هذا الكتاب على دور النساء في تلك الفترة الزمنية. وعلى الأحداث التي ترتبط بالدعوة الإسلامية وبحياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

بين هؤلاء النساء البارزات يتألق اسم أم سنان بنت خيثمة، التي برزت بذاكرتها الحادة وشاعريتها المتميزة. فقد حفظت قطعة من شعرها يوم موقعة صفين، كما حفظتها أحد الرجال الشاميين، ولكن ذاكرة التاريخ تجاهلت جميع ما قيل من قبلهم.

من المدينة إلى الشام، بعد انتهاء معركة صفين، عادت أم سنان إلى المدينة المنورة حيث استقرت. وعندما تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة ومرتين وليها مروان بن الحكم، تجاذبت معه هذه السيدة شخصياً، فأظهرت شجاعتها وقوة شخصيتها في مواجهته.

حين حبس مروان بن الحكم غلاماً من بني ليث بتهمة جنائية، جاءت أم سنان لتطلب العدل، لكنها واجهت تصرفًا قاسيًا وانتقادات لاذعة منه. بدلاً من الاستسلام، قررت التوجه إلى دمشق لمقابلة معاوية وطلب العدل منه مباشرة.

في مجلس معاوية، وبعد أن استأذنت على الحاكم، تبادلت أم سنان ومعاوية حواراً مميزاً يكشف عن قوة شخصيتها وثقافتها الشعرية. وعندما ذكر معاوية شعرها، ردت بذكاء وبينت له موقفها بكل وضوح.

ثم تحدثت أم سنان عن حاجتها للعدل والإنصاف في مواجهة مروان بن الحكم. فعلى الفور، أصدر معاوية قراراً بإطلاق سراح الشاب وإرجاع أم سنان إلى المدينة المنورة، وقدم لها دعمًا مالياً لرحلتها.

هكذا أظهرت أم سنان قوتها وثباتها أمام التحديات، وبفضل إرادتها وشجاعتها، نالت حقوقها وحقوق الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى